JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

Home

هل الإيمان بالله فطرة ماذا تقول الدراسات

 الإيمان بالله والفطرة ماذا تقول الدراسات


هذا المقال تابع لسلسلة الإيمان والفطرة

لتحميل وثائق كل السلسلة في ملف zip من هنـــــا

لتحميل وثائق كل السلسلة تيلجرام من هنـــــــا

الإيمان بالله والفطرة بين الإسلام واعتراف علماء الملاحدة

أولا: لتعلم رحمك الله أن مذهب أهل الدنيا قاطبة معرفة الله بفطرتهم فوجود الله تعالى فطري لا يحتاج إلى دليل أو برهان عليه ولم يأتِ أي نبي ليثبت وجوده لقومه لأنه من الضرورات فهو علم ضروري في النفس وكذلك تنزيه الباري سبحانه عن النقائص أمر فطري وعلم ضروري في النفس بل كما سنستعرض في هذا المقال اعتراف كبار الملاحدة بل أشدهم عناداً أن الإيمان بالله غريزي في الأطفال، بل تصريحهم بأن أدمغتنا صُممت للإيمان بالله، فعند محاورتك لملحد حاول أن لا تستدل عليه بأي دليل غير برهان الفطرة وتذكره به فقط ولا تتكلف الدليل وتنجر معه لجعلها مسألة نظرية كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية«وأما الاعتراف بالخالق، فإنه علم ضروري لازم للإنسان، لا يغفل عنه أحد بحيث لا يعرفه، بل لابد أن يكون قد عرفه، وإن قدِّر أنه نسيه ذُكِّر، ولهذا يسمى التعريف بذلك تذكيراً، فإنه تذكير بعلوم فطرية قد ينساها العبد» وأما نسيانها هنا لا يكون إلا عن مكابرة أو تأثرًا منه بالسفسطات وتوهم حُجتها في ومحاولة تحويل وجود الله إلى مسألة نظرية تحتاج إلى دليل برهان واستقراء وهذه مهزلة، فعلوم الإنسان تنقسم إلى نوعين: 
• الأول العلم الضروري:
هو العلم المتحقق بداهة ولا تستطيع دفعه عن نفسك مثل سماعك لصوت صديقك ومعرفتك أنه موجود حقيقة أمامك وليس وهماً ومثل معرفتك أن السماء لونها أزرق بمجرد النظر إليها، وأن الشيء لا يمكن أن يكون موجود وغير موجود في ذات الوقت، ومن قمة السخف أن يطرح أحدهم سؤال بعد رؤيتك: أثبت لي أنك موجود ولست وهم تكنلوجي متطور؟
 لأنه الجواب سيكون بالحذاء على رأسه، فأسئلة من هذه القبيل تُسمى «سفسطة» فالعلم الضروري ما يميزه أنه لا يحتاج الى دليل ليُقام علمه في نفس الإنسان فهو علم لا تستطيع دفعه عن قرارة نفسك بمجرد تأملك فهو متحقق فيك لا محالة كضرورة لا تحتاج إلى نظر واستدلال لتنظر فيه للأدلة وتستدل عليه أو وتبحث عن دليل لتعلم أن صديقك الذي يحدثك وتسمع صوته موجود حقيقة أمامك، وأن لكل نتيجة سبب فهذا متحقق في نفسك لأنه ضروري في النفس بل حجة الدليل تقوم عليه بالضرورة لهذا سُمي «علم ضروري».


• العلم الثاني «العلم النظري أو المعياري»
وهو العلم الذي يحتاج إلى دليل ليتحقق علمه في نفس الإنسان عبر الاستقراء والنظر والاستدلال والبحث فهو علم مكتسب يحتاج إلى نظر وتفكر وبحث عن أدلة لتصل معه إلى المعرفة واليقين، فهو يسمى نظري، لأنه نتج عن نظرٍ واستدلال، لتحصل معرفته في النفس مثل علمك أن المطر ينتج عن تبخر مياه المحيطات لا يولد الإنسان يعلم هذا في نفسه إلا عبر خطوات وبحث وتعلم ومثل معرفة أسباب الظواهر الطبيعية وغيرها من العلوم القائمة على التعلم المكتسب الذي يحتاج إلى نظر. 
فالفرق بين العلم الضروري والعلم النظري أن الضروري لا تحتاج معرفتها الى دليل هي وليدة في النفس مع وجودها، فهو علم متحقق لا تستطيع دفعه من نفسك، وأما العلم النظري يحتاج الى استقراء وبحث ونظر فوجود الله تعالى علم ضروري وفطري في نفس كل إنسان ولم توجد حضارة لم تؤمن بوجود إله كما يذكر المؤرخ اليوناني بلوتارك، فإيمان الإنسان بالله وميله نحو التدين والإيمان بالبعث فطرة في النفس وهذا باعتراف علماء الملاحدة اليوم كما سنتعرض بعد قليل، ولكن اكتشاف واعتراف الملاحدة بأن الأطفال يولدون مؤمنين بالله غريزياً وأن عقل الإنسان مصمم ليؤمن بخالق للكون ليست بمسألة وليدة العصر الجديد، بل هي حقيقة نعلمها نحن بفطرتنا وصرح بها علماء أهل السنة وهو مذهبهم، فاحذر ثم احذر أن تتنزل للملحد وتجعل مسألة وجود الخالق من المسائل النظرية التي تحتاج لحشد أدلة عليها فتتلقف دليل الضبط الدقيق وأدلة المتفلسفين التي تشعرك أن المسألة نظرية تحتاج أدلة ليحصل تحققها في النفس، فهذا خطأ يقع به كثير من الدعاة اليوم، كما يقول شيخ الإسلام ابن تيميةفإنه من المعلوم بالاضطرار: أن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين، ما دعوا أحداً من الناس إلى الإقرار بالخالق وبرسله بهذه الطريق، ولا استدلوا على أحد بهذه الحجة، بل ولا سلكوا هم في معرفتهم هذه الطريق، ولا حصلوا العلم بهذا النوع من النظر والاستدلال المبتدع المحدث، الذي قد أغنى الله عنه، وظهر الغنى عنه لكل عاقل».
فانتكاس الفطرة وإيهامها بأن وجود الله ظني ومسألة لا ينبغي أن نصدقها لأنها تحتاج إلى دليل كبير وخطير بحجم هذه المسألة الكبيرة والخطيرة والتي تقيد شهواتنا وتمنع عن البشر ارتكاب بعض الملذات الجميلة، واللذيذة، لم تبدأ هذه السفسطات بالأصل إلا حين بدأ الإنسان بالتفلسف والتشكيك بالبديهيات والعلم الضروري عبر حشو فلسفي وتلاعبات لفظية فما يدريك يا صديقي لعلنا في عالم محاكاة حاسوبية؟ ألا تنظر للشر؟ ، ولعلنا في حلم تمت برمجة واقعه لنشعر، ولعل كاتب هذا المقال مخلوق فضائي؟ دعنا نجعل الأمر أكثر عقلانية لعل رؤيتك لصديقك أمامك هي محاكاة حاسوبية متطورة!؟ انظر كيف المسألة سهلة. 
فالإلحاد واللا أدرية قائم فقط على التشكيك بالعلم الضروري والسفسطة وتحويل وجود الباري سبحانه من مسألة ضرورية يعلمها الإنسان بفطرته وإذا تشكك فيكفيه تأمل السماوات والأرض والخلق كما هي خطابات القرآن التي تلامس الفطرة ببساطتها وتقبلها في النفس، فيعمل الملاحدة الى تحويل المسألة من علم ضروري متحقق في النفس إلى مسألة نظرية تحتاج دليل مادي عليها، وبنفس السفسطة نستطيع الطعن بأي شيء بديهي مثلا اثبت لي أن السماء زرقاء؟ نحن نراها زرقاء بسبب انعكاس الألوان التي تستقبلها أدمغتنا وتحلله للون الأزرق، وهناك حيوانات لا تراها زرقاء؟ وقبل كل هذا ما معنى أزرق؟ من سمى اللون الأزرق أصلاً بالأزرق؟ فهي مسألة غير قطعية، والتشكيك بأمر بديهي بهذا الشكل أمر تافه ولكن قد تطرأ في النفوس استحسان لها إذا كانت النفوس تميل لاستحسان وتمني عدم وجود الله فتنسيهم وجود باريهم عبر الايهام، لهذا كان علينا فقط تذكيرهم بالفطرة كما في هذا المقال الذي نشرته بالتيلجرام ولايزال يجدي مع من هو صادق منهم كل مرة، فكيف ستثبت أنك موجود أصلاً ولسنا في حلم عبر محاكاة شعورية؟ السفسطة بأمور بديهية سهلة ومن الصعب إثبات العلوم الضرورية بدليل ببساطة لأنها تقوم في نفس الإنسان دون الحاجة الى دليل بل الدليل يحتاج لقواعد ثابتة لمعرفته وهذه القواعد أصولها تعود للعلوم الضرورية، لهذا سنسخر ممن يشكك بأن لون السماء أزرق أو اننا موجودون حقيقة ولسنا في حلم أو فيمن ينفي وجود الباري لأنه يطالب بدليل على الضرورات والتي لا تحتاج إلى دليل. كما قال ابن تيمية: «وليس يصح في الاذهان شيء إذا احتاج النهار الى دليل». 
فقد أخذ الله تعالى الميثاق من بني آدم وهو العهد الذي أخده الله عز وجل من ذرية آدم في العالم الأول وهذا الميثاق متمثل في الفطرة الموجودة في نفوسنا وقلوبنا وهي الدافع الرئيسي في الايمان بالله عز وجل والتعرف عليه سبحانه قال الله تعالى {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مَنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمُ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلِسْتُ بِرَبِكُمْ قَالُوا بَلَىٰ شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيمَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ}. (الاعراف (172)
قال ابن الأنباري: «مذهب أهل الحديث وكبراء أهل العلم في هذه الآية أن الله تعالى أخرج ذرية آدم - عليه السلام من صلبه وأصلاب أولاده وهم في صور الذر، فأخذ عليهم الميثاق أنه خالقهم وأنهم مصنوعون فاعترفوا بذلك وقبلوا ذلك».
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «أَخَذَ اللَّهُ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ ذُرِّيَّةً ذَرَاهَا فَنَثَرَهُمْ نَتْرًا بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرَ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ، فَقَالَ: أَلَست بِرَبِّكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ، أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ، وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ، أَفْتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ»
وهذه الضرورة القلبية والعقلية هي أقوى ما يدفع الإنسان الى الإيمان والتوحيد لأنها غالباً أقوى من كل أسباب الانتكاس في حماة الجهل والشبهات وكثيراً ما تفرض سطوتها على صاحبها فتكشف عهد التوحيد في باطن النفس وقت اشتداد الأزمات، ولو كان صاحب الفطرة متظاهرا اليوم بالإلحاد لكن داعي التوحيد ما زال يهتف به من داخله بحكم الفطرة التي هي العهد الأول المأخوذ على بني آدم. بل تجد المسيحيين غير مقتنعي بعقيدتهم الشركية فيحاولون إيهام أنفسهم جاهدين بأنها توحيدية، بل الهندوس أنفسهم يحاولون القول بأنهم لا يعبدون الأوثان فقط يتخذونها للتركيز وأن الله يحل بكل شيء ومنها الصنم الذي يعتكفون عنده. فلا يمكن لعقيدة شركية أن تقبلها الفطرة إلا إذا تم رشها ببعض المقدمات التي توهم النفس بأنها على التوحيد كعذر قريش بأنهم يعبدون الأوثان ليقربوهم إلى الله فتنزيه الباري فطري بل لولا فطرية تنزيه الباري لما كان للمللحدة أي شبهات كما شرحنا بالمقال السابق في التيلجرامولو تصور السائل عكس ما يقول لأدرك الجواب على سؤاله، فلو تصور أن هذا العهد الذي أخذ على بني آدم "ألست بربكم" لم ينتقل إلى قرارة الفطرة ولم يتحول إلى أعماق الضرورة بل بقي ماثلاً في ذاكرة كل منا وكأنه مشهد مرئي يشهده الآن ، فماذا يتبقى بعد ذلك من الإيمان بالغيب وكيف ستتحقق حكمة الابتلاء الإيماني بين الهوى والشهوة واليقين الفطري؟ وماذا تبقى للاختبار الذي لا سبيل للهوى والشهوات للتأثير فيه ماذا تبقى لسؤال المحاكاة الحاسبية واللا شيء أنتج شيئاً وإيهام النفس وجعلها تتكبر؟ فبين الهوى والفطرة صراع الفائز فيها كاسب أو خاسر.
لم يبعث الله في تاريخ البشرية بنبي واحد ليثبت وجود الله للناس فوجوده مسلمة عقلية تقر بها الفطرة البشرية السليمة والبراهين العقلية الواضحة، وعبر التاريخ يعتبر برهان الفطرة وسؤال الغاية من أقوى الحجج المدروسة على وجود كيان أعلى خالق وكما يقول عالم الفيزياء الألماني جورج كريستوف ليشتنبرغ [الإيمان بالله غريزة طبيعية للإنسان مثل السير على قدمين]
ومن بين جميع الحضارات لم توجد حضارة في التاريخ البشري كانت ملحدة أو لا دينية فهناك في التاريخ حضارات بلا فنون، وحضارات بلا تقدم مادي، لكن ليس هناك حضارة بلا دين تعبد فيه الإله الواحد وأقول الواحد هنا عن عمد
لأنه إنما كان بعث الأنبياء عبر العصور ليردوا الناس إلى توحيد الله بعد انهيار الدين وتدهوره للشرك وليس لإثبات وجود الله، وكل الحضارات والأديان بلا استثناء كانوا موحدين بالله باجماع علماء الأنثروبولوجيا اليوم ولم ينثبق التوحيد كفكرة متأخرًا، وبعض الحضارات التي انتشر فيها مبدأ الدهرية مثل اليونان ليس نافياً للفطرة فلا يأتِ نكران الخالق إلا عبر سبل التفلسف والتقليد والتلقين وكانوا قلة قليلة ممن انتكسوا هاربين من التكليف موهومين بسفسطات محشوة ليشعروا فيها بالطمأنينة 
ولقد أصلنا لهذا الإثبات بالمراجع والأدلة الأكاديمية في مقال "بشارات كتب الهندوس ببعثة نبي العرب" مثبتين اعتناق البشرية قاطبة للتوحيد وكيف أصبحت أفكار دوركهايم وهربرت سبنسر بتطور الدين تدريجيًا هزل علمي أكل عليه الدهر وشرب، ونطالب من كان ملحد كان أو ربوبي أن يفسر لنا كيف آمنت كل الحضارات البشرية السابقة في كل العصور بالتوحيد والإعتقاد بإله واحد مطلق في السماء قبل تحريف عقائدها للشرك؟..! 
وكيف لهذا الإعتقاد أن يسود بشكل شامل دون "الوحي والرسالات" والتي تدعهما فطرة الإيمان الغريزية بالمقام الأول، فهذه حجة عقلية من بين الكثير من الحجج، فالنقاش بشيء بديهي وفطري كوجود الله أو المطالبة باثبات علمي ملموس أو معادلة تثبت وجوده هو هراء ، فليس للعلم المادي اثبات او نفي وجود الخالق فبراهين وجود الله عقلية تدفعها الفطرة في المقام الأول وكما يقول راي كومفورت: «الملحدين الذين يسألون باستمرار عن دليل على وجود الله هم مثل سمكة في المحيط تريد دليلًا على وجود الماء».

• ثانياً : الإيمان والفطرة 

يقول بول بلوم أستاذ علمِ النَّفْسِ وعلم الإدراك في جامعة يال «ظهرت في السنوات القليلة الماضية، عِدَّةُ أبحاث تكشف حقيقةَ فَهم الأطفال لبعض الأفكار الدينيَّةِ العالميَّةِ وتُشير بعض النتائج الحديثة إلى اثنين من الجوانب التأسيسية في المعتَقدِ الديني الإيمان بالذُّواتِ الإلهيَّة، وثنائيَّةِ الجِسْمِ والرَوُح - والإِيمَانْ بالفِعل الإِلَهي يَأتيِان بِشَكل طَبِيعي إلى الأطفال الصغار ، تمت مراجعة هذا البحث بإيجاز ، وتُناقش بَعض الاِتِجَاهات المُسْتَقبلية».
وقد وجدت دراسة من "جامعة أكسفورد" تشير إلى أن البشر لديهم ميول طبيعية للإيمان بإله والحياة الآخرة، وتشير الأبحاث إلى أن الناس عبر العديد من الثقافات المختلفة يعتقدون غريزيًا أن جزءً من أذهانهم أو أرواحهم سيعيش بعد الموت وتُظهر الدراسات أن الناس الطبيعيين هم "ثنائيين" أي مؤمنين بروح مع جسد ويجدون أنه من السهل تصور الفصل بين العقل والجسد، وطبعاً هذا لكون الأمر ضروري في النفس، وفي نصوص هذه الدراسة يقولون «نحن لا نحاول إثبات وجود الله بل الصفات الطبيعية للإنسان» 

وكما نشرت صحيفة التيلجراف البريطانية الدراسة بعنوان "الأطفال يولدون مؤمنين بالله ولا يكتسبون معتقداتهم عبر التلقين" ولكن إذا تأملت صديقي أن الإلحاد هو الذي يحتاج إلى تلقين وحفظ بعض الهراء وترديده للقول بأنك أصبحت ملحداً عن علم. 

وقد ذكرت أوليفيرا بتروفيتش وهي أستاذة علم النفس التجريبي في جامعة إكسفورد بعد تجارب أسئلة كثيرة ألقتها على الأطفال «إن ردود الأطفال قوية عند سؤالهم من أين أصل الأشياء مثل النباتات والحيوانات نجد أن الأطفال أكثر عرضة بسبع مرات للقول بأن الأشياء من صنع الله لدرجة أنه من الواضح أن الأطفال لديهم مفهوم فطري عن الله حتى بدون تدخل الكبار إنهم يعتمدون على تجربتهم اليومية للعالم المادي ويبنون مفهوم الله على أساس هذه التجربة».
وليست أوليفيرا وحدها من أكدت هذا الميل الفطري في الأطفال للإيمان بالخالق بل ‏تجد عالم النفس الأمريكي جيمس هنري لوبا مؤكدًا لما أشارت إليه أوليفيرا قائلاً: «يندهش الكثير وهم يشاهدون استيلاء سؤال الخلق على خواطر الأطفال يشاهد الطفل حجرا غریب الشكل فيسأل من الذي صنعه؟ فيجاب : تشكل بفعل تيار الماء، ثم فجأة يقذف بأسئلة متعاقبة بذهول : من صنع النهر ؟ من صنع الجبل ؟ والأرض؟ لا شك أن ضرورة وجود الصانع مغروسة في الإنسان البدائي منذ وقت مبكرد» فقط تخيلوا لو أخبرتكم أنني في فترة كتابتي لهذا المقال وجدت أن غالبية من اعترف بالإيمان الغريزي هم ملحدين بالأصل!! ويتعذرون أن الطبيعة أنشأت هذه الغزيرة للإيمان بالله لأنها كانت مفيدة في ذات يوم واضطررت لكتابة مقال ثالث بعنوان كيف رقع الملاحدة لبرهان الفطرة، 
فلا أُخفي عليكم عِظم هذه المصيبة فهي أعظم من أي مصيبة فلكم الإلزام التالي لهم: 
إذا كانت الطبيعة أنشأت عقولنا فهل الطبيعة واعية؟ ولها حكمة؟
•  إذا قال: نعم واعية فقد جعل الطبيعة إلهاً وأصبح ربوبياً لأن الطبيعة خلقته بإرادة ووعي ومن قام بخلقه إله بغض النظر عن الاسم. 
• إذا قال: لا ليست واعية، فكيف اللا وعي أن ينتج وعياً؟ وكيف اللاحكمة أن تنتج حكمة؟ هذا تناقض وفاقد الشيء لا يعطيه، دعكم من كل هذا وسنتنزل لهم بأن الطبيعة اللا واعية أنشأت وعينا فنقول:
 هل عقولنا التي صنعتها الطبيعة يمكننا الثقة به بحيث أنها لن تخدعُنا؟
 • إذا قال: «العقل موثوق»، فنقول الله موجود لأن الطبيعة لن تنشئ لعقولنا معتقدات تخدعه، وقد أنشأت لنا غريزة للإيمان بالخالق باعتراف أشد الملاحدة كبراً فانتهت حجتك وسقطت.
 • فإذا قال:«غير موثوق» أو «تنشئ للعقل بعض المعارف الصحيحة والخاطئة» فهذا سد لباب المعرفة لأنه طعن بعقولنا فما يدريك أن كل ما ينتج عن عقولنا من معتقدات وحقائق موضوعية ليست بخدعة تطورية؟ مثل خدعة الإيمان الغريزي بالله؟ فذات العقل الساقط يستخدمونه بثقة لنقد الأديان عقل مطعون بخداعه من منشأه المجهول، فليت شعري كم هذا ضلال وكبر يستحال.

• إلحاد وصرخة

وإذا كان إسقاط مشروعية العقل جائزة عند الملاحدة فقط للهروب من الإيمان بالخالق وتمني عدم وجودة وإيهام النفس بهذا فتجدون اعتراف الملحد جيسي مايكل بيرنج وهو بروفيسور علم النفس في العلوم المعرفية والأسس التطورية للسلوك البشري وعلوم الإتصال في جامعة أوتاجو ، وهو كاتب ومدون لكثير من المجلات العلمية والذي كان ملحدًا متشدداً في السابق وتحول للاأدرية بعد أبحاثه عن الفطرة والإيمان وعن تجربة شخصية معه صارح بها الضرورة في نفسه، وكتب في مقال له على الجارديان بعنوان: [نحن مبرمجون للإيمان بالله]
ويخبر بيرنج عبر تجاربه أن اعتقادنا بالله غريزي تماماً والاعتقاد بأن كائنات خارقة للطبيعة تراقبك أمر أساسي جدًا لكونك إنسانًا طبيعي حتى أن الملحدين المتشددون لديهم لحظات تتحول فيها أذهانهم في اتجاه خارق للطبيعة، كما فعل هو عَقِبَ وفاة والدته، فلا تستيقظ الفطرة فيهم إلا حين يغشاهم الموج كالظلل ويقول البروفيسور بيرنج إن الملحدين "اختبروها ويعرفونها لكنهم يرفضون هذا الحدس الغريزي كنوع من التجاوز إنهم يدوسون على حدسهم المباشر لكن هذا لا يعني أنهم لم يجربوا هذه الغريزة لأن لدينا جميعًا نفس الدماغ الأساسي وقد تطورت أدمغتنا للعمل بطريقة معينة." هم لا يدوسون حدسهم بل يكابرون فطرتهم رفضاً للتكليف وإيهام النفس بجرعات الوهم.
جيسي بيرنج ذاك الملحد الذي تراجع عن إلحاده الإيجابي ليس وحده من أقر بالفطرة بل تجد تأكيد هذا عند عالم النفس الملحد سكوت أتران وهو ومدير الأبحاث الأنثروبولوجيا في المركز الوطني للبحث العلمي في باريس يقول: «من الناحية التطورية في الدين إن المفهوم الخارق للطبيعة مشتق ثقافيا من مخطط إدراك فطري».
سكوت
وبيرنج ليسوا وحدهم من أقروا بالفطرة بل أكدت دراسة أخرى أجرتها ديبورا كليمان وهي عالمة النفس والدماغ في جامعة بوسطن موافقة تماماً لما طرحه سكوت وبيرنج من خلال اكتشاف "أن أطفال المدارس الابتدائية من الخلفيات الدينية وغير الدينية على حد سواء يذكرون أنه حتى لو لم يصنع الناس النجوم والسحاب ، فإن هناك نوعًا آخر من الكائنات المتعمدة - الله - قد صنعها"
 
• عقبة التنزيه
كما أثبتنا بل ذكرنا فقط حول الإيمان الفطري بوجود الله في النفس والذي أثبته السلف ومذهب أهل السنة وأهل الأرض قاطبة بيّنا أن وجود الله لا يحتاج إلى حشد أدلة عليه بل تذكير المكابر بفطرته لأن شبهات الملاحدة غالبيتها إذا لم يكن كُلها تنبع من تنريه الباري عن النقائص، ابتداءً من الشبهات المتوهمة حول الأخطاء بالقرآن، إلى توهم أمور يظنون بأنها لا أخلاقية عبر تحسين وتقبيح حداثي ليس له علاقة بالفطرة ثم فتح شبهات للقول لا يمكن اتصاف إله الكون بهذا، أو الحديث عن معضلة الشر، فكُلها ينطلق من تنزيه أنفسهم ضرورة لخالقهم لأن تنزيه الله علم ضروري في النفس مثل علم الفطرة بوجوده وهو ما يُكابرون بها، فحين تسألهم يا تلاحدة الضحك أين الإشكال في كل ما سبق؟ هل تقصد أن إله الكون منزه عن كذا وكذا؟ فكيف تنزه الإله وتقول أنك لا تؤمن بوجوده؟ وأنك ملحد؟ سيخبرك أنه يُلزمك بمفهوم دينك الإسلامي لتنزيه الله عن النقائص وشبهاته هُنا ليس معناها إيمانه الفطري بتنزيهه!؟ 
ولكن لو أخبرناه أن هناك أديان لا تنزه الخالق عن النقائص مثل الهندوسية وتؤمن بأنه قد يخطئ وقد يتصف ببعض النقائص فهل يمكنه الآن أن يثبت لنا بشرية الفيدا؟
 لنرى طريقة إثباته الآن لبشرية بقية الأديان دون الاعتماد على تنزيه الخالق الذي تنكر وجوده معاندة لفطرتك، فنتحداهم أن يثبتوا خطأ الهندوسية أو أي دين دون صراخ فطرتهم أن الإله منزه عن التجسد في فأر أو بقرة، أو أن يقدموا نقداً واحد غير متمركز حول التنزيه الفطري للخالق والذي هو بدوره يطالبك هو أن تثبت وجوده؟ كما يقول ابن القيم رحمه الله: « كُلُّ مولود فإنه يولد على مَحَبَّتِهِ لِفاطِرِهِ، وإقراره له بربوبيته، وادعائه له بالعبودية؛ فلو خلي وعدم المعارض؛ لم يعدل عن ذلك إلى غيره» وأنى لنفسك أن تخدعها يا بني آدم ما غرك بربك الكريم؟ والله مآساة تحدث للشباب تُضيّع فيها أعمارهم فلا لحجتهم عرفوا ولا لمآلات حالهم فهموا رثات وفطرتهم تصرخ والهوى يقتلها بالتمني، فالأصح بعد اليوم أن نسمي الإلحاد رفض لوجود الله لأنه رفض نفسي بحت وأما اعتراء النفس لبعض الإشكالات الملتبسة فالكلام السابق يكفي الصادق الباحث والذي كان كاتب هذا المقال واحد منهم. بينما يخوض الملحد في بديهيات العقل ناسفًا للمنطق، مكذبًا لغريزته المفطورة على الإيمان بالله وكل عالم نفس درس هذا، يعلم تجذر مفهوم الله في الذهن البشري ، يقول عالم النفس الديني ويليام بوثبي: «إذا كان هناك أي معنى على الإطلاق في مصطلح "الدين الطبيعي" فإنه يعني أن الدين مرتبط ارتباطًا وثيقًا». بالعمليات الطبيعية للطبيعة البشرية.]
وكما يشهد الفيلسوف البريطاني وأستاذ الفلسفة الفخري بجامعة وارويك ورئيس الجمعية الأوروبية لفلسفة الدين روجر تريج وهو المدير المشارك لمشروع أوكسفورد حول الإيمان والطبيعة البشرية لمدة مشروع أستمر ثلاث سنوات، والذي ضم أكثر من 40 دراسة مختلفة من قبل عشرات الباحثين الذين بحثوا حول الإعتقاد في بلدان مختلفة من الصين إلى بولندا والولايات المتحدة إلى ميكرونيزيا يقول روجر مستخلصًا لهذه الدراسات: «إن الأطفال على وجه الخصوص يجدون من السهل التفكير بطريقة دينية كالإيمان بإله عليم بكل شيء».
فمعارف الإنسان الطبيعية خلقها الله لتهيئته للإيمان به سبحانه ولا حاجة لنقاش في بديهية مجبولة داخلنا ، فإذا كنت تريد رؤية الله وفي أنفسكم أفلا تبصرون ومن ضمن هذه الفطرة ترسخ اعتقاد الإنسان الفطري بثنائية الروح والجسد وتفريق البشر بينهما غريزيًا وهذا مما أودعه الله في خلقه ، لتعلمه أنه مخلوق عائد إليه ليوم عظيم، ومما يؤكد قول : إنّ الشعور الإيماني يتوافق بصورة أكبر مع الصَّنْعَةِ الإلهيَّةِ للإنسانِ، هو أَن الملاحدة يعانون بشدة أَمر إنكارِ إِيمانهم بالله حتى إنَّ إحدى الإحصائياتِ قد أَثبتت أَنَّ %38 ممّنْ يُعَرفون أنفسهم أَنَّهُمْ ملاحدة أو لا أَدريون أَقروا بإيمانِهِمْ بإلهِ أو قوة عُظْمَى 
• وقد أظهر استطلاع  أَجراه معهد "أوستن" لدراسة الأُسرة والثقافة سنة 2014 مع 15738 أمريكيا ؛ أَثبت هذا الاستطلاع أن (32 %) من الأمريكيين الذين عرفوا أنفسهم بأنهم ملحدون يؤمنون بالحياة بعد الموت  كبقاء الوعي أو زيارة عالم آخر وهو إيمان بالثنائية
• وأشار الصحفي والمذيع التلفزيوني السير ديفيد فروست في كتابه عن مقابلات لملحدين ولا دينين يقول [ إن غالبية أولئك الذين ادعوا أنهم لا دينيون قبلوا جانبًا أو أكثر من المعتقدات : مثل الحياة بعد الموت أو التناسخ ، 71٪ من الملحدين و 92٪ من اللاأدريين يحملون على الأقل اعتقادًا خارقًا واحدًا .... ويعتقد حوالي ثلث الملحدين و 40٪ من اللاأدريين في بريطانيا بالقدر و 20٪ من الملحدين يؤمنون بحياة بعد الموت ، مقارنة بـ 55٪ من عامة السكان.]
• وقد أثارت دراسات عالم الأنثروبولوجيا الملحد (باسكال بوير) بعد مقاله الذي نشره في مجلة Nature سنة 2008 صدمة للباحثين، حيث أكّدت دراساته عمق البناء الديني والغائي في العقل الإنساني وتفكيره ، فعلّق أحد الباحثين على مقاله بمقال ظريف عنوانه: ( اكتشف العلماء أنه ربما لا يوجد ملاحدة) وهي الفكرة التي عبّر عنها باحث ملحد آخر في مجلة New Scientist بقوله: ( الالحاد أمر مستحيل نفسيا، بسبب الطريقة التي يفكر فيها البشر... هناك دراسات تظهر أنه حتى الأشخاص الذين يدّعون أنهم ملحدون يلتزمون بصورة ضمنية بمعتقدات دينية مثل وجود روح خالدة)
• وارتباط ميول الإنسان للتفكير في فلسفة السماء وما بعد الموت والقيمة لأنه ليس ابن هذا العالم المادي المؤلم قطعًا ، وقد أشار المدير المشارك لمشروع أوكسفورد روجر تريج في كتابه إلى أن [الثنائية "والإيمان بالروح والجسد" هي الفطرة السليمة والطبيعية للإنسان، فقط لأن هذه هي الطريقة التي يفكر بها البشر بشكل طبيعي.]
لهذا نرى حتى الملحدين أنفسهم يفصلون بين الإنسان كمادة وبين قيمة روحية معنوية وبهذا معلنين عن الفطرة التي تصرخ بداخلهم، فقيمة الإنسان وحرمته تكون بالإعتقاد أن له روح سامية خالدة كما تعتقد الأديان ، الملحدين ينكرون ثنائية الروح والجسد قولًا بأفوههم فقط ويقرون بها عملاً بالجوارح وهذ مكابرة سحيقة توقعهم في مأزق الفطرة وصراع فكري نعلم كيف ينتهي بنتائج مأساوية ، وشرحنا في مقال مفصل تجارب الإقتراب من الموت ووجود الروح وهي التجربة التي أدت بالفيلسوف ألفرد آير رأسُ مؤثر إحدى أهم المدارس الفلسفية في القرن العشرين ،أن يقول بعد تجربته الخاصة إثر توقف قلبه عن الخفقان لمدة أربع دقائق قائلاً [في ظاهر الأمر ، فإن هذه التجارب ، على افتراض أن التجربة الأخيرة كانت حقيقية ، هي دليل قوي إلى حد ما على أن الموت لا ينهي الوعي.]
 وقد أشار روجر تريج في كتابه نقلاً عن عالمة الأنثروبولوجيا إيما كوهين التي أجرت دراسات تبحث فيها حول امتلاك الروح أن فكرة مغادرة الروح من الجسد والثنائية بديهية في الإنسان وتضيف أن هذه الفكرة مدعومة بميل معرفي أساسي في الإنسان للنظر إلى أنفسنا والآخرين على أنهم وعي غير مادي ، أو أرواح تحتل الأجساد.
وما يشير لصراخ الفطرة اعتراف الفيلسوف الملحد والمتشدد جان بول سارتر قبل وفاته بأسبوع قائلاً : "أنا لا أشعر بأني نتاج للصدفة ، أو ذرة تراب في الكون ، بل أشعر أني شخص كان منتظرًا ، مُعد مسبقًا ، باختصار ... كائن لا يمكن أن يضعه هنا إلا خالق  ، وهذه الفكرة عن اليد الخالقة تشير إلى الله."
جن جنون الملاحدة أتباع فلسفة سارتر الوجودية بعد أن خان سارتر عقيدته الإلحادية في آخر أسبوع له قبل وفاته، ليدمر بذلك كل ما بناه للإلحاد طوال عمره ، ليصدم الجميع وعلى رأسهم عشيقته الناشطة والمؤثرة على الفكر النسوي الوجودي سيمون دي بوفوار ، وهي التي قامت مع سارتر بتأسيس مجلة "Les Temps Modernes" وقد أصابها الذعر بعد تصريح سارتر وعلقت قائلة عليه
 [ كيف ينبغي للمرء أن يفسِّر هذا التخريف الصادرَ مِن ناكصٍ على عقبَيه؟... كل أصدقائي وكل السارتريين وفريقُ تحرير مجلةِ "LesTemps Modernes" دعموني في محنتي، إذا كان تصريح سارتر صحيحا، فهل كان يحسُن بزملائه الوجوديين التفاعل بهذه الطريقة! ، لأن هذا التراجع الواضح(من قِبل سارتر) يعتبر إدانة للسارتريّة الإنسانية مِن قِبَل سارتر نفسه.]
وإذا كنتم مندهشين كيف خان بول سارتر عقيدته الإلحادية قبل موته بأسبوع واتبع فطرته ، فكيف ستكون ردة فعلكم إذا أخبرناكم أن الناشطة النسوية الفرنسية والمتعصبة سيمون دي بوفوار والتي أدانت مؤسسة الزواج باعتبارها مؤسسة "فاحشة" تسببت في استعباد النساء في كتابها الجنس الثاني ، هي أيضاً خانت فكرها النسوي وأتبعت فطرتها منجرفة مع عشيقها  الثالث "نيلسون ألجرين" قائلة له في إحدى رسائلها "إني مُستعدة لأن أطبخ لك ، وأنظف المنزل ، وأغسل الأطباق ، سأكون لك زوجة عربية مُطيعة" لتدمر هي أيضاً بذلك كل مسيرتها، وكل ما كتبته للفكر النسوي طوال عمرها ، إنها الفطرة ، وقد أدانتها الكاتبة لورين دو جراف ووصفتها بالمتناقضة مع مبادئها النسوية التي لطالما روجت لها

• كل الذي قرأتموه قبل قليل من خيانة هؤلاء لفكرهم منقادين لفطرتهم مثل الملحد بول سارتر عند اقترابه من الموت ، هو مثال حي أمامكم ، ومؤكدًا لدراسة أجريت في جامعة (Otago) تقول الدراسة فيها [ إن الذين لا يؤمنون بإله وإن كانوا ينكرون صحة الأديان فهم اذا فكروا في موتهم فسيتحولون في لاوعيهم إلى موقف اكثر قبولا للاعتقادات الدينية] رابط الدراسة
وقد ذكر الله سبحانه وتعالى هذه الطريقة لكشف حقيقة موقف الإنسان من وجود الله وحاجته ؛ إذ يقول تعالى ﴿ وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد ۚ وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور [لقمان: ۳۲]؛ أو كالمثل القائل ( لا يوجد ملحدون في الخنادق ) 
ويشير الفيلسوف الأمريكي ميلفيل ستيوارت إلى أنه من المقبول على نطاق واسع أن المعتقدات الروحية السائدة عالميًا تشير إلى أن البشر يميلون بشكل طبيعي إلى المعتقد الروحي ؛ وتجد هذه التصرفات الفطرية تمامًا كما هو حال الإنسان مع اللغة.] 
وقد حاولت أم مسيحية متزوجة من ملحد أن لا يتم تلقين أطفالها أي معتقد عن الله أو الإلحاد فكانت صدمة الأم بأن فتياتها الثلاث يمتلكن إيمان فطري وراسخ بالله بل تخيل أن إحدى الفتيات تشاجرت مع والدها صارخة عليه أنه مخطئ باعتقاده أن الله غير موجود
ونجد أيضاً عالم النفس والإدراك في جامعة يال بول بلوم يقول مؤكدًا مرة أخرى [إن عقولنا مضبوطة جيدًا للإيمان بالله إن هذا يحدث لأن بعض القدرات المعرفية التي جعلت البشر ناجحين جدًا كنواع تميل إلى خلق استعداد للتفكير الخارق ... يوجد الآن الكثير من الأدلة على أن بعض أسس معتقداتنا الدينية راسخة (في الدماغ).]
وتقول الصحفية والكاتبة حول علم الآثار والسلوك البشري ستيفاني باباس إن الإيمان بالله يتلخص في الشعور الغريزي

• الكهنوت في وجه الفطرة
قامت مجالس المدارس في الولايات المتحدة الأمريكية بحظر أي محاولة لمناقشة نقاط ضعف نظرية التطور او الإشارة للخالق ونجد تعقيب جيم نيلسون بلاك وهو عضو في الرابطة العلمية للعلماء عن هذا الإرهاب العلمي لتلقين الأطفال من جانب واحد فقط قائلاً [إن التلقين من جانب واحد قد لا يكون كافياً لتغيير ما يعتقده الأطفال غريزيًا بالله]

محاولة محو الغريزة الطبيعية التي أودعها الخالق كحجة في خلقه هي معركة ضد الطبيعة البشرية تحط رحالها اليوم ، حرب ضد المنطق والغاية حرب ضد الإدراك والهدف حرب ضد كل معاني العقلانية وحجر للتفكير وغسل للأفكار ونشر للغايات المؤدلجة وتقويص للعقل هذا هو التلقين والتدجين والتغيب والترهيب وكل مصطلح ينطق به الملحد ضد الأديان تجدها هنا بدوغمائية يقول دومينيك جونسون عالم الأحياء التطوري ودكتور العلوم السياسية في جامعة أكسفورد إشارة منه لهذه المحاولات الداعمة للإيديولوجيا الإلحادية [يعتقد الأطفال بالقوة الخارقة للطبيعة ويلاحظونها في كل مكان ويجدونها طبيعية تمامًا، وحتى سنوات التعليم العلماني يمكن أن تفشل في القضاء على هذه المعتقدات ، الإلحاد هو معركة ليس فقط ضد الثقافة ، ولكنه ضد الطبيعة البشرية أيضاً.]
فالأطفال يصعب تلقينهم الإلحاد وطمس الله من فطرتهم الطبيعية فلا أهواء لديهم وقد دُهشت أم ملحدة من أكسفورد عندما اكتشفت أن ابنها ذا الخمس سنوات كان يحمل إيمانا راسخا بالله رغم محاولاتها الجاهدة لتجعله ملحدا ، وهذا نقلًا عن دراسات عالم النفس التجريبي جاستن باريت
ونجد هذا يؤكد ما أشار إليه عالم النفس التجريبي جاستن إل باريت حين قال الإيمان بالله لا يتطلب إكراها أو غسيل دماغ أو تقنيات خاصة.. بدلا من ذلك ينشأ الإيمان بالله بسبب الأداء الطبيعي للأدوات العقلية الطبيعية تماما والتي تعمل في سياقات طبيعية و اجتماعية مشتركة.
وقد أشار باريت إلى هذا في العديد من الأبحاث والمحاضرات
• إيمان وورطة
كل محاولة يائسة لنزع الله من قلوب الأطفال تبوء بالفشل فإيمانهم مغروس بجذور عميقة ، ‏يقول عالم النفس بول بلوم [عندما سُئِلَ الأطفال بصورة مباشرة عن أَصل الحيوانات والنَّاسِ، مالوا إلى تفضيلِ التفسيرات التي تنطوي على خالق صاحب قصد، حتى لو لم يكن للبالغين الذين ربّوهم الرؤية نفسها] 
ويقول دومينيك جونسون عالم الأحياء التطوري ودكتور العلوم السياسية في جامعة أكسفورد "لن تتوقف أدمغة البشر فجأة عن الإيمان بالعوامل الخارقة للطبيعة ، أو بالعواقب الخارقة لأفعالنا لأنهم لا يستطيعون ذلك ، العقل البشري موصّل بتبني مفاهيم خارقة للطبيعة سواء كنا ننتمي إلى الكنيسة أم لا ، يمكننا أن نطمح إلى الإلحاد ، وترشيد سلوكنا ، وتعلم العلم ، لكن لا يمكننا إيقاف الآليات المعرفية الطبيعية التي تتمثل وظيفتها في إدراك الفاعلية ، والنية ، والغرض في هذا العالم." فالعقل البشري مجبول على الإيمان بالله رغمًا عنه

ويقول هنري لوس سكولار أستاذ الذاكرة الفردية والجماعية في جامعة واشنطن في سانت لويس [إن تفسير المعتقدات والسلوكيات الدينية يمكن العثور عليها في الطريقة التي تعمل بها جميع العقول البشرية وأعني حقًا كل العقول البشرية وليس فقط عقول المتدينين]
فالطبيعة البشرية للإنسان أنشأها الله لتعترف به رغمًا عنها ورغم التلقين المعاكس فيقول هوارانج مون في كتابه نقلاً عن دراسة أجرتها إخصائية علم النفس وروحانية الأطفال ريبيكا ناي مع استاذ الأحياء ديفيد هاي [إن سمات التعرف على وجود الله والاعتماد على الله فطرية في عقل كل شخص]
والمعارف الإدراكية للإنسان خلقت لتهيئة الإنسان بالتكليف الإلهي للإيمان به وبالماورائيات وتهيئته للإيمان بالرسالات بينما الملحد يعيش اضطرابًا نفسيًا مخالفًا لكل هذه البديهيات وضاغطًا على نفسه في صراع رافضًا لها كما سنبين لاحقًا وكما يعترف عالم النفس رالف ويلبر هود [الاستنتاج هو أن الدين مبني بشكل طبيعي في البشر.]

الفطرة أقوى جواب على سؤال الغاية وأكمل إجابة على سؤال "لمَ" وكما قال الفيلسوف الملحد فريديرك نيتشه [من يمتلك "لمَ"يستطيع العيش تحت أي كيف] من يمتلك اجابة لماذا نحن موجودون يستطيع العيش تحت أي ظرف وتحمل أي عبء ، فإذا كان الإيمان بالله فطريا في غرائزنا فهو أقوى برهان على وجود الخالق وغاية وجودنا ، شاء الملحد هذا أم لم يشأ أعجبه هذا أم لم يعجبه فلن يغير صراخه من الحقيقة شيئا، فهذه الفطرة التي أودعها الله في خلقه واعترف بها علماء الأنثروبولوجيا وعلماء النفس والأكاديميون من ملاحدة ومؤمنين عبر دراساتهم هي الحجة الكافية عليك يوم القيامة ، نحن خُلقنا لنعبد وهذه هي الفطرة البشرية وما الالحاد إلا اضطراب نفسي كما سنبين في مقال الإلحاد والمرض النفسي ، عالم النفس الملحد باسكال بوير وهو متخصص في تحليل الجذور المعرفية للمعتقدات البشرية اعترف [ إن الإيمان بالدين والإفكار الدينية هو المناسب لمعرفتنا البشرية والعقلية وهو الفطرة الأساسية بينما الكفر يكون نتيجة عمل متعمد من قِبل الفرد ومجهد لصاحبه، وضد تصرفاتنا المعرفية الطبيعية - وهي أصعب الافكار ترويجاً]

في المرة القادمة التي تسمع فيها ملحدًا يقول لك يولد الإنسان لا دينيًا حتى تتم أدلجته ، نمكنك هنا من البصق على وجه ذلك المؤدلج وجلده بسياطك دون رحمة وتابع مقال الإلحاد والمرض النفسي ففيه والله ما يدمي قلوب الملحدين الذين يحاولون الظهور كعقلانيين والصراخ بأقوى صوت نحن مثقفون!! ثم اقرأ الالحاد والعلم وازعاج المنطق ففيه تعرية لهم من التسلق باسم العلم وكما يقول البروفيسور أوستن أومالي [الإلحاد هو مرض العقل الناتج عن تناول الفلسفة غير الناضجة]

وبعد كل ما استعرضناه لا يستقر هذا البرهان في قلب مكابر ويمكن أن يرد عليه بأعذار واهية تبرر مالا سبيل لتبريره او ترمى عليه سفسطة لتتبع هوى النفس في غَيِها وكما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : «واعلم أنه ما من حقٍّ ودليلٍ إلا ويمكن أن يَرِدَ عليه شُبه سوفسطائية؛ فإن السفسطة: إما خيالٌ فاسد ، وإما مُعاندةٌ للحقِّ وكلاهما لا ضابط له؛ بل هو بحسب ما يخطر للنفوس من الخيالات الفاسدة، والمعاندات الجاحدة!»

لتحميل وثائق كل السلسلة في ملف zip من هنـــــا

لتحميل وثائق كل السلسلة تيلجرام من هنـــــــا

NameEmailMessage