JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

Startseite

شبهة القوم الزط العراة فجعلوا يركبون رسول الله!

 فجعلوا يركبون رسول الله!

تجد البعض ممن يسمون أنفسهم ناقدي الموروث مع مجموعة من النصارى والملاحدة يسوقون رواية ذهاب النبي صلى الله عليه وسلم مع ابن مسعود ليلة الجن لدعوتهم إلى الإسلام واتخاذها مدخلاً للطعن المخل فيه صلى الله عليه وسلم والتغريض لهذا والهمز واللمز بسبب لفظ في الرواية اشتبه عليهم وبدأوا بتفسيرات مخلة له ليست موجودة إلا في خيالاتهم والله المستعان، إن رواية القوم الزط العراة من الجن الذين قابلهم النبي ﷺ موجودة في مسند الإمام أحمد ، وتحكي حين ذهب النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الجن ليقابلهم ويدعوهم إلى الإسلام، وقد فسر بعضهم محتوى هذه الرواية بشكل جنسي غريب بخيالات منحرفة، فلا يخلو فهمهم للرواية من الرؤية الجنسية الغريبة التي تعبر عن نفسياتهم والمقتبسة من نشيد الإنشاد، وتلحظ أن الذي ينجر خلف هذه الرواية هو لا يكاد يعلم ما معنى حديث غريب ، أو معنى إسناده صحيح أو معنى الفاظ الحديث ويدلس رواية الدراقطني ومسند أحمد ويظن أن الأئمة ضعفوا الرواية لأن فيها إساءة للنبي ﷺ وهي ليست كذلك أبداً، ونص هذه الرواية من مسند أحمد يقول : 
فَمَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَذَفَة ، أَوْ أَبْعَدَ شَيْئًا، أَوْ كَمَا قَالَ: ثُمَّ إِنَّهُ ذَكَرَ هَنِينًا كَأَنَّهُمْ الزُّطُّ (قَالَ عَفَّانُ: أَوْ كَمَا قَالَ عَفَّانُ: إِنْ شَاءَ اللهُ) : لَيْسَ عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ، وَلَا أَرَى سَوْآتِهِمْ، طِوَالًا، قَلِيلٌ لَحْمُهُمْ ، قَالَ: فَأَتَوْا، فَجَعَلُوا يَرْكَبُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعَلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ عَلَيْهِمْ. قَالَ: وَجَعَلُوا يَأْتُونِي فَيُحيلُونَ حَوْلِي، وَيَعْتَرِضُونَ لِي. قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَأُرْعِبْتُ مِنْهُمْ رُعْبًا شَدِيدًا. قَالَ: فَجَلَسْتُ، أَوْ كَمَا قَالَ. قَالَ: فَلَمَّا انْشَقَّ عَمُودُ الصُّبْحِ جَعَلُوا يَذْهَبُونَ….. ".
شبهة القوم العراة الذين قابلهم النبي القوم الزط مسند أحمد : يركبون أي يتزاحمون عليه.

النقطة الأولى: 

إن صحت هذه الرواية فلا شيء فيها أصلاً فليست بالمعنى الذي في مخيلة النصارى والملاحدة. فقوله في الخبر السابق من رواية الإمام أحمد: ( فَجَعَلُوا يَرْكَبُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ). أي يزدحكون عليه وليست بالمعنى الجنسي الذي تخيلوه، فترون في نفس مسند أحمد في الصورة السابقة أمامكم يقول بالحاشة: يركبون: أي يتزاحمون عليه." أي ملتمون حوله بزحام كأن بعضم يركب بعضا إنتهي.
وليس لهذا أي سبباً في تضعيف الرواية فهي لا تحمل أي إساءة بالأصل ، ولم يفهم أحد من قبل أن في هذه الجملة شيء جنسي غير بعض الملاحدة والنصارى، إليك التالي: في كتاب الرياض النضرة يقول: "ركبه الناس وما يعرفونه من أبا بكر عند دعوة النبي لهم .... ثم قال يركبونه أي يتزاحمون عليه حتى كاد يركب بعضهم بعض من شدة التزاحم".
ركبه الناس وما يعرفونه من ابا بكر عند دعوة النبي لهم .... ثم قال يركبونه أي يتزاحمون عليه حتى كاد يركب بعضهم بعض من شدة التزاحم
وفي كتاب الهداية إلى بلوغ النهاية يقول في تفسير الآية: {كادوا يكونوا عليه لبدا} أي كاد الجن يركبون النبي ﷺ من الزحام .
وقال ابن قتيبة، رحمه الله: " ... لبد الشَّيْء يلبد لبودا، وتَلَبَّدَ أيْضا: إذا انْضَمَّ بعضه إلى بعض، يُقال: ألبد فلان بِالمَكانِ، فَهُوَ مُلْبِد بِهِ، إذا لزمَه وأقام بِهِ. ومِنه قَول ابْن أبي بَرزَة، وذكر قوما يعتزلون الفِتْنَة: ( عِصابَة مُلْبِدة، خماص البُطُون من أمْوال النّاس، خفاف الظُّهُور من دِمائِهِمْ ) أي يتزاحمون على رسول الله صلى الله عليه وسلم في جلوسهم حتى بان كأن بعضهم يركب بعضاً لشدة رغبتهم في سماع القرآن جواره.
وفي حديث أبي هريرة قوله : ( فَإِذَا عُمَر قَدْ رَكِبَنِي )، أي: تبعني، وجاء على أثري؛ لأنّ الرّاكب يسير بسير المركوب. يقال: ركبت أثره وطريقه إذا تبعته ملتحقا به ففي لغة العرب يركبون أي يتزاحمون عليه وليس المعنى الفاسد الذي يخيل إليهم.
وقد فسرت هذه الآية الرواية الأخرى عند البيهقي في "دلائل النبوة" (2/232): بقوله (فازدحموا عليه).
كادوا يكونوا عليه لبدا} أي كاد الجن يركبون النبي ﷺ ولبدا من التلبد أي يتزاحمون على رسول الله في جلوسهم حتى بان كأن بعضهم يركب بعضاً لسماع القرآن

النقطة الثانية : 

أن كل طرق هذه الروايات مع اختلاف الفاظها جاءت تخبرنا أن عبدالله بن مسعود كان مع النبي ﷺ في ليلة الجن، وهو من يروي هذه الرواية هنا في مسند أحمد، وفي كتاب الجامع الكبير للإمام البخاري رحمه الله يقول عندما سأل الصحابة ابن مسعود هل كنت مع النبي ﷺ في ليلة الجن قال لهم : "ما كان منا معه أحد". فتخيل أن كل الروايات تروى عن رجل أنه ذهب مع النبي ﷺ وهو يقول لم أكن موجود معه في تلك الحادثة.

عن علقمة قال: قلت لعبد الله بن مسعود: من كان منكم مع رسول الله ﷺ ليلة الجن؟ فقال: ما كان معه منا أحد" هذه عند أبي داود، وصححها الشيخ ناصر الدين الألباني -رحمه الله.
فكيف هذه الروايات تروي عن ذهاب ابن مسعود مع الرسول ﷺ وترى ابن مسعود يقول أنه لم يحضر معه في تلك الليلة؟ ليس هذا وحسب ، بل تم سؤال أبي عبيدة وهو ولد عبدالله بن مسعود : هل كان أبوك مع النبي ﷺ ليلة الجن قال: "لا" ، ولهذا السبب ضعفها الإمام البخاري فهي موضوعة عنه، وتجد من يلهثون خلف هذه الرواية يتجاهلون ذكر هذه النقطة الفاصلة في الموضوع لأنها تنهي بالأصل النقاش في شأن الرواية والسبب الآخر أنهم يظنون بكل جدية أنها رواية مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم وهي ليست كذلك ابداً .

النقطة الثالثة : 

الراوي في هذه الرواية هو عمرو البكالي يرويها عن ابن مسعود ويقول البخاري عنه : عمرو البكالي لم يثبت أنه سمع من ابن مسعود أي رواية لأجل أن يروي عنه هذه الرواية فهي موضوعة عنه بعد انكار ابن مسعود انه كان موجوداً في هذه الحادثة.

والنقطة الرابعة : 

أبي حنيفة النعمان أشار إلى هذه الرواية ذات مرة وأستدل بها على جواز الوضوء "بالبيرة" لأنه في طريق رواية أخرى عن ابن مسعود تذكر أن النبي صلى لله عليه وسلم اراد الوضوء فلم يجد ماءً في تلك الليلة ليتوضأ، فتوضأ بالبيرة ، وجميع الأئمة من السلف ردوا على أبى حنيفة أنه أخطأ بهذا القول الفقهي لأنه الرواية عن ابن مسعود موضوعة بالأصل ولم يحضر ابن مسعود هذه الحادثة مع النبي صلى الله عليه وسلم كما صرح هو وابنه بذلك ، وقال ابن حجر : "وهذا الحديث أطبق علماء السلف على تضعيفه" ولم يقل أحد منهم أن الرواية مسيئة للنبي أو فيها إساءة فلم يفهم أحداً منهم أن في معناها شيئاً جنسي كما يقول مدعي النصرانية.
وقال ابن حجر : "وهذا الحديث أطبق علماء السلف على تضعيفه"
ولا يوجد إمام واحد من السلف الذين ضعفوا هذه الروايات أشار  أو قال أنها تسيئ للنبي ﷺ ولم يفهم أحد منهم أن معنى كلمة "يركبون" معنى جنسي ونتحداهم أن يأتوا بنصاً واحد يقول فيه الدارقطني أو أبي حنيفة أو البخاري أن الرواية فيها ما يسيئ للنبي  أو أنهم قاموا بتضعيفها لهذا الشأن، ولم يفهم رجل علم واحد من أهل الحديث والأثر من القدماء أو المتأخرين أن معنى كلمة "يركبون" فيها شيئاً جنسي غير الملاحدة والنصارى اليوم ، بالرغم من أن ظاهر معنى يركبون أي بالتزاحم على النبي ﷺ لسماع القرآن وهذا بسياق رواية المسند اصلاً بقوله : " فَجَعَلُوا يَرْكَبُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعَلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ عَلَيْهِمْ" ولكن المتنوريين والملاحدة والنصارى دوماً ما تجدهم أسرى نظرية المؤامرة الترقيعية والعقل التحليلي العميق، يشعر أن هناك ترقيعة خفية يجب اكتشافها خلف كل نص أو تضعيف أو تصحيح مهما كلفه الأمر.


لتحميل الوثائق بدقة عالية من هنا

author-img

ابراهيم عبدالله الزيادي

Kommentare
Keine Kommentare
Kommentar veröffentlichen
    NameE-MailNachricht