العبودية في الإلحاد والأنظمة العلمانية - (2)
ملاحظة تم تقسيم المقال إلى ثلاثة أقسام نظراً لطوله، وهذا المقال الثاني في سلسلة العبودية بين الإسلام واليهودية والنصرانية والإلحاد والذين قد اطلعوا على المقال الأول الذي تحدثنا فيه عن العبودية في الإسلام وأطنبنا في وصف التفاصيل فيه، والذي قرأه يعلم عظمة هذا الدين على ألسنة المستشرقين النصارى والله أنه لفخراً ونعمة فالإسلام كما يقول موراي جوردون الدارس لتاريخ الرق ومؤلف كتاب العبودية في العالم العربي : "يجب أن ينسب الكثير من القوانين الإنسانية للإسلام فيما يتعلق بالمعاملة الحسنة للعبيد في المجتمع الإسلامي" فالإسلام الدين الوحيد عبر التاريخ الذي راعى حق العبيد وقام بتأهيلهم نفسيًا، والعبودية عبر التاريخ كانت ولا تزال أخلاقية ولم توجد حضارة من عهد موسى إلى القرن السابع عشر اعتبر الرق أمراً غير أخلاقياً أو مشكلة، فقد قبلتها البشرية وعملت به ، ولم يحرم الإسلام العبودية ببساطه لأنه لم ياتي ليحرمها بالأصل بل اكتفى بتغيير هذه المؤسسة جذريًا وحولها إلى تبادل منفعة كما شرحنا بالمقال الأول وتركها مباحة بحدود ما فرضه من قوانين حيال هذا، ولكن عند حديثنا عن الأديان والعبودية لماذا لا نتناول نظرة الإلحاد والعبودية؟ وما قيمة الإنسان من نظرة فلسفية ترى العدم هو النهاية.
معضلة القيمة
إن تحدثنا عن استعباد الإنسان من وجهة نظر مادية فلا بأس في هذا، لأن من المنظور الفلسفي للإلحاد ليس للإنسان قيمة في عالم مادي الله غير موجود فيه ولا يعد الفرق بينه وبين الحيوانات غير بضغ جينومات وطفرات أنشأتها الطبيعة بعشوائية، فالدين هو الذي جعل الإنسان في المركز فإذا نزعنا الرؤية الدينية التي ترى أن الكون مسخر للإنسان من قبل الخالق عاد الإنسان كأي كائن حي لا ضرر في استعباده أو قتله أو فعل به أي شيء ولا فرق بينه وبين القمل والبكتيريا، وأحب صراحة الفيلسوف الملحد ستيف ستيوارت ويليامز حين قال في كتابه "يجب أن ننظر إلى الشمس كنجم ، وإلى الأرض ككوكب والبشر كحيوانات. لا شك أن هذا الاقتراح أقل إثارة للصدمة للآذان الحديثة مما كان عليه في أيام داروين فربما يُنظر اليوم إلى تخصصات "أكاديمية" مثل علم الاجتماع والأنثروبولوجيا على أنها فروع متخصصة في علم الحيوان؛ وسيُنظر إلى الطبيب على أنه بيطري؛ وسيتم النظر إلى حقوق الإنسان على أنها مجموعة فرعية من حقوق الحيوان"
العقل والقيمة
وإذا حاول الإنسان القول أن المميز بين البشر والحيوانات هو العقل وهو ما يجعل للإنسان حرمة خاصة عن باقي الكائنات! فلا يجوز استعباده أو إراقة دمه! ، فهنا يصبح كلام الملحد ريتشارد دوكنز صحيحاً حين صرح بأخلاقية استخدام الرضع في التجارب المخبرية! ويصبح كلام فيلسوف الأخلاقيات الملحد بيتر سنجر صحيحاً حين قال: "أن حياة الطفل حديث الولادة هي أقل قيمة من حياة الخنزير أو الجرو أو الشمبانزي" ويصبح مشروعية الإجهاض وقتل الأجنة صحيحاً لأن الطفل هنا غير عاقل، ولإفتقاره للوعي فقد قيمته، ونحن اتفقنا أن الذي يميز الإنسان عن الحيوان ويجعله ذو قيمة هو عقله، وفي النظرة الفلسفية للإلحاد لا وجود للروح أو كون مسخر للإنسان من قِبل خالق فهذه خرافات سطرتها الأديان فقط، فمنه يصبح استخدام الرضع والمعاقين ذهنياً كفئران تجارب كما فعل النازي أمراً أخلاقياً ومباحاً!!
ولكن حين نحاور الملحد بشأن استنكار استعباد الإنسان قديماً واستخدامه بالسخرة والخدمة نسأله بتعجب!
ما الذي يجعل للإنسان قيمة أولاً لتحرم هذا في حقه؟؟ ولما لا تحرم استعباد البشر للحيوانات وقتلها للطعام واستخدامها في السخرة وما الفرق المميز للإنسان عن الحيوان ولما هو ذو قيمة؟
وتعجبني صراحة الفيلسوف الملحد ستيف ستيوارت ويليامز مرة أخرى عن هذا قائلاً "يقتل الناس الحيوانات غير البشرية من أجل الطعام، من أجل جلودهم وأحيانًا للصيد، نحن نستعبد الحيوانات ونجبرها على العمل معنا، نجرب عليهم ونبرر معاناتهم من حيث مصلحتنا، نظرًا لأن معظمنا يريد أن يكون قادرًا على رؤية أنفسنا كأشخاص صالحين، ولكن يكون لدينا دافع للنظر إلى غير البشر بطريقة تجعل هذه الأنشطة المعنوية مقبولة أخلاقياً."
فلما يبرر الملحد استعباد البشر للحيوانات واستخدامها للخدمة بينما هو يرفض استعباد وسبيي الإنسان الأقوى للإنسان الأضعف؟ ولما جعل للإنسان قيمة هنا تميزه عن كائن حي آخر؟.
هذه هي النقطة الجوهرية التي يجب التمسك بها عند حديثنا مع الملحدين بشأن الأخلاقيات والصواب والخطأ، فإذا استطاع أن يذكر سبباً واحد يجعل الإنسان ذو قيمة عن الحيوان، يمكننا حواره حينها فيما تبقى، فالنظرة الفلسفية للإلحاد قاسية يرفض كثيراً من الملحدين مواجهتها أو الإعتراف بها وهم يحتاجون إلى تبني رؤية دينية في حياتهم بأن هذا الإنسان ذو قيمة وقتله ليس كقتل باعوضة، ولا وجود لهذه الفكرة في الإلحاد.
الداروينية وقيمة الإنسان
بعد انتزاع التكريم الإلهي وتبديله برؤية مادية في القرن العشرين وتوظيف الرؤية الداروينية معها حدثت أسوأ حقبة عرفتها البشرية، الإستعباد والسبي أقل بؤساً مما صنعه الإلحاد من إرهاب وازهاق أرواح وقتل واغتصاب وبأشنع الصور فلا يوجد سبباً واحد لتمييز الإنسان عن أبناء عمومته من الحيوانات، ولا مانع أخلاقي واحد من سبي أو اغتصاب الأجناس المتدنية من الأفارقة السود من وجهة نظر فلسفية للداروينية، بل إبادة تلك الأجناس هو الفعل الأنسب كونها أقل تطوراً في سلم الإرتقاء فالبقاء للأصلح هو ما ينبغي فعله وهو ما عبر عنه الملحد هاربرت جورح ويلز كشخص يفهم المعنى الحقيقي للعدمية قائلاً : "إن التصرف الوحيد المنطقي العقلاني الذي يتعين القيام به تجاه الأجناس المتدنية فعلا هو إبادة تلك الأجناس."
وهذا ما تنبأ به داروين نفسه حين قال: "في مستقبل قريب ستُبيد الأجناس المتحضرة للإنسان وتحل محل الأجناس الوحشية الأقل تطورًا"وكانت الحروب وفق نظرية داروين ذات أهمية قصوى فالكائنات الأقل تطوراً والأقل ذكاءً عليها أن تباد او تقاد من قبل الأقوى لضمان كمال وصلاح الجنس البشري وهذا بالطبع ما حدث وما سيحدث ويتكرر في أي حرب قادتها لا يؤمنون بالله قطعاً.ولا يزال السود يعانون من هذه النظرة حتى بعد تحريرهم من العبودية وحتى اليوم، فهذه بقايا النظرة الداروينية التي كانت سبباً في وحشية الإنسان في الحروب العالمية التي حدثت بين الدول العلمانية بالقرن العشرين، ولعل آدم سيدجويك تنبأ بما ستحدثه الداروينية من إرهاب على مستوى البشرية وما ستسببه الأفكار الإلحادية المتحججة بالنظرة الداروينية للبشر حين قال : " اذا كان هذا الكتاب أصل الأنوع لتشارلز داروين سيجد قبولاً جماهيرياً عاماً فإنه سيوقع الجنس البشري بوحشية لم يسبق لها مثيل" وقد اصاب كونه ملماً بما ستحدثه النظرة العدمية التي ينبغي معها عدمية القيمة ومنها عدمية الأخلاق وقد إستخدم هذه الأفكار كلاً من ماو تسي تونغ وبول بوت وهتلر واستالين كمبرر لجرائمهم الوحشية وضطهادهم لخصومهم وهذا الذي جعل وليام بريان يلوم الداروينية قائلاً "يبدو كافياً لإدانة الداروينية أنها أرست أُسس الحرب الأكثر دموية في التاريخ "
بل صرح الملحد جوزيف ستالين صاحب أكبر مجازر عهدتها البشرية والذي كان طالب لاهوتي يؤكد دائما أن داروين كان سبباً في فقده للإيمان واذا كنت لا تعرفه وأنت ملحد فبئس القطيع أنت :واستخدم هتلر الأفكار الداروينية لتبرير النازية ورُقي العرق النازي عن بقية أجناس الأرض فقد كان يقوم بممارسة قناعاته بالبقاء للعرق الأصلح وإبادة العرق الأدنى ويطبق نتاج ما يعتقد بشجاعة.وجميع الحروب التي حدث كانت النظرية الداروينية قد أرست أسس وحشيتها ودمويتها الأساسية، وهذا ما شهد له ريتشارد ويكارت حين قال: "لم تنتج الداروينية بحد ذاتها الهولوكوست ولكن بدونها لم يكن لدى هتلر وأتباعه الأسس العلمية اللازمة لإقناع أنفسهم بأن أبشع الجرائم العالمية كانت بالحقيقة فضيلة أخلاقية مشكورة، نجحت الداروينية أو تأويلاتها الطبيعية في قلب ميزان الأخلاق رأسا على عقب."والقاداة الذين يسميهم العالم اليوم بمجرمي الحروب لم ما يكونوا إلا دُمى يُطبقون الفلسفة العدمية والمادية للإلحاد بإخلاص وشجاعة لنظرتهم الكونية هذه، فليس هناك إله والعدم هو النهاية ولا عقوبة! وهذه الفكرة تقتضي أصل الشرور وهذا الذي جعل جيمس بول يقول إن الحرب العالمية الأولى كانت الأفكار الداروينية سبباً رئيسي فيهاتجرعت البشرية البؤس والعبودية والقتل والإغتصاب بأشنع الصور ولم يكن القرن العشرين سوى نتائج للفكر العدمي والاعتقاد بعدم وجود إله وهذا ما أعترف به ديفيد بيرلينسكي حين حاول شرح أن لينين وهتلر واستالين وماوتسي وبول بوت كانوا لا دينيين فاذا كان الله غير موجود فكل شيء مباح فلا معنى للخير أو الشر أو الفضيلة أو الرذيلة وهذا التطبيق الفعلي للإلحاد.
الملحد الناعم :
وهو الملحد الذي يظن أنه يمكن للمرء أن يكون ملحدًا ولا يزال مؤمنًا بوجود الأخلاق، يكاد الملحد يمزق إلحاده عن قصد حين يتحدث عن ميتافيزيقية الأخلاق والفضيلة والقيمة، فهو هنا يقتل إلحاده مناديًا بالله، فالإلحاد، لا يمتلك مرجعية موضوعية للأخلاق أوتقرير قيمة او قيم ثابتة للإنسان ليحكم على أي فعل بأنه أخلاقي أو لا، فمفهوم الإلتزام الأخلاقي ناتج عن الأيمان بإله أعلم خلقه بالثواب والعقاب وحرم أفعالًا وحث على أخرى، فالإلتزام الأخلاقي مرتبط جذريًا بمعنى ميتافيزيقي بمفهوم الإله جاءت من الدين، وهذا نقيض بحد ذاته مع الإلحاد القائم على أللا معنى ولا إله، حتى أن الفيلسوف الملحد جويل ماركس أدرك هذه الحقيقة بعد إن كان يظن هو لفترة طويلة أنه من الممكن أن يكون المرء ملحدًا ولا يزال يؤمن بوجود أخلاق فيقول : "الملحدين الجدد رقيقون من هذا النوع ولقد كنت مثلهم حتى اختبرت تأكيد المؤمنين أنه بلا إله لا توجد أخلاق ولكن ما زلت أظن أنهم على خطأ بشأن وجود إله ومن ثم أعتقد أنه لا توجد أخلاق" جويل ماركس ذلك الملحد الذي فهم إلحاده وأعترف به وليس ملحدًا إلحاد شعبوياً طفولي كما هو حال ملاحدة العربفعند الإعتقاد بعدم وجود إله هو نسف لأُسس الأخلاق وتصبح حينها الأخلاق ذوقية والقيم نسبية ومتغيرة فاذا كان مرجعك العقل والمصلحة والضرر لتحكم فيه على الفعل الصائب والخاطئ فما قام به هتلر كان ايضاً إرادة عقول كاملة ومصلحة للشعب النازي من جهة أخرى، واذا كنت ترى الإغتصاب شيء خاطئ فالمغتصبين من جيش هتلر كان الإغتصاب عائداً عليهم بالفائدة والمتعة فهي مصلحة للجيش النازي، ولا يمكن لعقولنا الحكم على عقولهم كون العقل هو مصدر الأخلاق وليس الدين أو الإله كما يعتقد المُلحدون، فعقول أفراد الجيش النازي تقبلت هذا الفعل وفعلت به إذن هو استدلال عائد إلى ذات مصدر التشريع (وهو العقل) فيصبح الفعل أخلاقي "وهذه أزمة" ولعل هذا ما أعترف به ريتشارد فيكارت حين قال : "ما الذي يمنعنا من القول أن هتلر لم يكن على حق أعني هذا سؤال صعب جداً " فالإلحاد لا يملك معيار موضوعي للأخلاق فما يراه عقلك خطأ يراه عقل غيرك صحيحاً، وما تراه صحيحاً يراه عقل غيرك خطأ، وهذا ما جعل الفيلسوف الملحد "كاي نلسن" الذي أستمر سنوات يدافع عن قابلية بقاء الأخلاق من دون وجود إله ولا دين أعترف في النهاية أن العقل لايمكنه تقرير ماهو أخلاقي كون العقول والآراء متفاوته حتى العقل العلمي لا يمكنه أن يوصلنا للأخلاق ابداً وهذا التفكير يزعجنييمكنك أن تكون ملحدًا طيبًا ولطيفًا يحب الفراشات نعم، لن يختلف معك أحد يمكنك ذلك، ولكن لا يمكنك الحكم على أي فعل كان أنه خير أم شر صائب أم خاطئ جيد أم سيئ، فليس هناك منظومة أخلاقية تحتكم إليها لتلزم غيرك باتباعها والإحتكام إليها، فالأخلاق ذوقية بدون وجود إله، وهي في تفاوت وهذا ما أشار إليه فيلسوف الأخلاق والأُستاذ الفخري في جامعة ريدينغ "جون كوتنجهام" قائلاً : "في عالم خالٍ من الله فإن المبادئ الأخلاقية التي تحكم سلوكنا متجذرة في العادة والعادات والشعور والموضة، من سيقول أي القيم صحيحة وأيها خاطئ؟ من يستطيع الحكم على أن قيم أدولف هتلر أدنى من قيم القديس؟ يفقد مفهوم الأخلاق كل معنى في الكون بدون وجود الله."
يقول أوستن أومالي :" الالحاد مرض العقل الناتج عن تناول الفلسفة غير الناضجة"فاذا اعتقد الإنسان أنه ابن الطبيعة ولم يخلقه إله، فلن يتميز حينها الإنسان بكيان أعلى من جسده أو روح أسمى خلقها إله قدير وجعل لها قيمة وتكريماً لها، فهو أصبح هنا نتاج الطبيعة والبيئة والمواد الناتجة عنها، ومن المعلوم بإعتراف الملاحدة أنفسهم أن المادة والبيئة لا تتميز بثنائية الخير والشر، فتتحول الحياة هنا للامعنى والإنسان الى مادة عضوية ناتجة عن البيئة ومنتجاتها، ويصبح المؤمن بهذا المذهب يرى الأخلاق بين خيارين :
(أخلاق موضوعية من إله - أو خيارات ذوقية)
ففي عالم بدون إله ليس هناك صواب أو خطأ فقط المادة والذرات المتلاطمة ثم العدم وهذا الذي أشار إليه الفيلسوف الملحد جان بول سارتر وهو يشرح حقيقة الوجود والقيم الأخلاقية قائلاً : "إن حقيقة الوجود المجردة لا قيمة لها، والقيم الأخلاقية هي إما مجرد تعبيرات عن الذوق الشخصي أو منتجات ثانوية للتطور والتكيف البيولوجي الاجتماعي"
إن القول بعدم وجود إله مقنن لقيم الخير والشر فينا ينتهي معه كل شيء ذو قيمة، وهذا ما أشار إليه الفيلسوف جون كوتنيجهام وهو فيلسوف الأخلاق والأُستاذ الفخري في جامعة ريدينغ بقوله : "في عالم بدون الله، لا يمكن أن يكون هناك صواب أو خطأ موضوعي فقط أحكامنا الذاتية الثقافية والشخصية، وهذا يعني أنه من المستحيل إدانة الحرب أو الاضطهاد أو الجريمة على أنها شر ولا يمكن أن يمدح المرء الأخوة والمساواة والمحبة على أنها خير لأنه اذا لم يكن الله موجود، فلا وجود للخير والشر، لا يوجد سوى حقيقة الوجود المجردة التي لا قيمة لها ولا يوجد من يقول انك على حق وأنا مخطئ."
فالإله هو الذي أعطى حدود ومحرمات وشرائع ليتخذها البشر كقوانين في المجتمع ثم أصبحت أخلاقيات مسلمة حتى مع اندثار الدين وطقوسه مع الزمن تبقى المحرمات والحُرمات التي جاء ذاك الدين به كعرف مجتمعي أخلاقي يعمل به المجتمع بمنظومة شكلتها الأديان فنكران وجود إله يعني نكران وجود دين وهذا ينفي معه الأخلاقيات المتعارف عليها من التشريع الديني، لهذا يقول كوتينجهام "إن القول بأن شيئًا ما خاطئ لأن ...الله حرمه ... مفهوم تمامًا لأي شخص يؤمن بقانون -أعطاه الله- لكن القول بأن شيئًا ما خاطئ على الرغم من عدم وجود إله لمنعه أمر غير مفهوم إن مفهوم الالتزام الأخلاقي غير مفهوم بغض النظر عن فكرة الإله، تبقى الكلمات ولكن معناها يذهب في عالم دون إله"فيذهب معنى كل شيء ويصبح أي خُلق مباح وتجريم أي فعل غير مُبرر حتى سفاح المحارم قد يصبح ممارسته طبيعي ونحن عبارة عن مواد ثانوية عرضية للطبيعة فاذا سألت شخص يؤمن بدين لما ترى أن سفاح القربى شئاً خاطئ؟
سيخبرك لأن الله حرمه في عهد نوح عليه السلام ثم توالت كل الشرائع ناسخة لهذا الحكم بتحريمه، وجاءت كل الأديان بتحريم ما كان مباحاً فعلمت البشرية بحرمته، لكن لحظة !!...
اليست كل هذه خرافات في نظر الإلحاد؟ فليس هناك إله بعث نوح ولا دينً من إله بالأصل !، لهذا يقول جريجوري ليسينج : "من وجهة نظر إلحادية ليس هناك أي خطأ في إرتكاب سفاح القربى"
وهذا ما أتفق عليه فلاسفة الأخلاق القدماء والمعاصرين فيقول ألكسند ريراي : " وفقاً لعلماء الأخلاق المعاصرين والأوائل فنحن نعلم أن (رْنا المحارم) خطأ بأمر من الله وليس بسبب الطبيعة أو العقل وبهذا المنطق فإن الملحدين سينجذبون بطبيعة الحال الى رْنا المحارم ومن الطبيعي أن ينجذب رْنا المحارم الى الالحاد"
مثال واحد فقط لهذا
يمكننا رؤية نتاج هذا الفكر فيما نراه اليوم في العالم الغربي كمثال مطالبة الحزب الليبرالي في السويد بتقنين سفاح القربى وتوريث أجساد الموتى لممارسة الجنس معها
فاذا كان الملحد الشعبوي هنا يذهب متحججًا أن المشاعر والأحاسيس هي التي تثبت أن زنا المحارم شيئاً لا أخلاقي ففي نفس هذا التقرير تقول سيسيليا جونسون رئيسة LUF في ستوكهولم: "إن التشريع الداعم لسفاح المحارم يرقى إلى 'قانون الأخلاق' وأضافت قائلة : أفهم أن رْنا المحارم يمكن اعتباره غير عادي ومثير للاشمئزاز لكن القانون لا يمكن أن ينبع من كونه شيء ما مثيرًا للاشمئزاز" فالمشاعر والأحاسيس لا يمكن الإعتماد عليها لتقرير ماهو صائب أو خاطئ وليست مرجع لتقرير الأخلاق.
ويذهب الملحد الشعبوي غالباً هنا متحججًا بفلسفة المنفعة والضرر قائلاً "إن زنا المحارم خاطئ لأنه يسبب أمراض وراثية للنسل لهذا تم تخطئة هذا العمل عبر سلسلة التجارب البشرية عبر الزمن" متهربًا من الإعتراف بهذه الأزمة الأخلاقية، ورافضًا لهذا الفعل من منظومة الأخلاق الدينية الباقية فيه؟.
وما أغرب هذا الطرح حقاً !، فما هو المانع منه إذا كان مع وسائل منع الحمل؟ وأيضاً عدد الوفيات سنوياً بالأمراض التي يسببها التدخين يبلغ أعداد مهولة وأشد ضررًا وفتكًا من عدد الوفيات السنوي الناتج عن مواليد جاؤوا من سفاح القربى فهل التدخين صُنف بأنه لا أخلاقي، ولعل الملحد لورنس كراوس كان أكثر شجاعة هنا حين صرح بفيديو مصور له قائلاً : " زنا المحارم ليس خطأ واضح اذا كان لمرة واحدة مع استخدام وسائل منع الحمل فلا خطأ فيه." فأي مانع أخلاقي يمكنك من إلزم طفلك بعدم الزواج من اخته دون الرجوع إلى ارضية الدين؟.
وقد اعترف الفيلسوف الملحد ألكسندر روزنبرج أن الإلحاد يلزم منه القول بالعدمية، ومنها العدمية الأخلاقية، لكن الملاحدة كما يقول ـ يفرون من هذا اللازم لأنهم يرون كارثية هذه النتيجة، كما أنهم يخشون مواجهة الناس بها ؛ فالقول «إن كل شيء مقبول هو عين العدمية والعدمية سيئة السمعة »
نماذج تطبيقية أمام عينيك
إن أهم مثال نطرحه هو معاناة العبيد والسود بعد تحرير العبودية فبعد معرفتكم لنظرة الداروينية يمكنكم معرفة ما واجهه العبيد السود في إمريكا وظهور الرموز السوداء ولتمييز بين البيض والسود والتمييز بالأماكن العامة والخمات والمقاعد فكان في كل مكان يتم تخصيص أماكن للبيض وأماكن للسود، ولم يستطع العبيد الإندماج في المجتمع كون النظرة الفلسفية ما زالت موجودة بعكس المجتمع المسلم الذي كان يتعامل مع العبيد من أول يوم كجزءً من الأسرة.لينكولن وتحرير العبيد
- لم يحرر لينكولن العبيد لسواد أعينهم وكانت عليه ضغوطات أضطررته لتحريرهم رغمًا عنه فبعد إندلاع الحرب الأهلية عام 1861 كانت أمريكا مهددة بالسقوط بعد خسارة الاتحاد في العديد من المعارك أمام الجيش الكونفدرالي الجنوبي الذي يريد الإنفصال لدرجة أن الكونفدرالية الأمريكية الجنوبية كانت على وشك الحصول على اعتراف رسمي من فرنسا وبريطانيا باستقلالها وإعلانها دولة منفصلة بدعم بريطانيا وهذا بعد محاولته الإشارة بأنه يريد تحرير العبيد، فماذا فعل لينكولن لينقذ إنفصال الجنوب ويسحق قوة الجنوب الكونفدرالي المعتمدة إقتصادياً على العبيد؟
قام بإعلان تحرير العبيد في المناطق الكونفدرالية الجنوبية فقط كما يذكر الكتاب التالي "فالحرب تسببت بتحرير العبيد لضرب الجنوب الكونفدرالي ولم تكن الحرب مع الجنوب لتحرير العبيد" وهذه الجملة يجب أن تقرأها أكثر من مرة مع قراءة الصفحة التاليةفبعد معركة أنتيتام أصدر لينكولن إعلان تحرير العبيد الأول والذي تضمن أن كل المستعبدين في الولايات المتمردة الكونفدرالية أصبحوا أحرارا اعتبارا من 1 يناير 1863 وتلاحظ كلمة "الجنوب الكونفدرالي" وأبقى على العبودية في الولايات الشمالية وهذه الخطوة فقط لكسب صفوف العبيد الفارينمن الجنوب الكونفدرالي وتجنيدهم ضمن الجيش لهذا ترون هذه الصورة الساخرة من لينكولن وهو يعطي سلاحًا لعبد اسود يريد منه القتال بعد تحريره :ويذكر الكتاب السابق أن هذه الخطوة أكسبته الحرب ضد الجنوب ولم تكن حربه ضد الجنوب لأجل تحرير العبيد كما يقول الإعلام بل كان تحرير العبيد خطوة إضطرارية بعد إندلاع الحرب الأهلية، ولو كان الأمر بيد لينكولن لما قام بتحريرهم وحافظ على الإتحاد، فقبل الحرب الأهلية صرح لينكولن برغبته بطرد العبيد الأفارقة إلى الجنوب أو إستعمالهم لإستعمار إفريقيا، لأنه ليس هناك أي أمل بعيش السود مع البيض في الشمال فيكون من الأفضل لهم أن يغادروا :ولأن الشمال كان معتمد على الصناعة فلم يعد الشمال بحاجة للعبيد فكان طردهم للجنوب وإستخدامهم لإستعمار إفريقيا ومغادرتهم إلى الأراضي الأفريقية كحل للعنصرية في نظر لينكولن ليعيش البيض بأرض الهنود بسلام طبعاً، ولا ننكر أن لينكولن حاول عرض فكرة تحرير العبيد على الجنوب ولكن كان غرضه الأول أن يكون البطل الذي أنقذ الإتحاد وليس محرر العبيد، ولكن لم يحالف الحظ لينكولن فالقوات الكونفدرالية كانت طاحنة للجيش الشمالي فأصدر رسول الإنسانية قرار بتحرير جميع العبيد في الولايات الكونفدرالية فقط عام 1863 ليستخدم العبيد الهاربين من الجنوب كوسيلة لكسب الحرب ثم بعدها قام بتحرير بقية العبيد وكان تحرير العبيد وسيلة لإنقاذ الإتحاد، ولهذا يمكنكم الآن فهم لينكولن حين قال :
[إن كان بإمكاني إنقاذ الاتحاد دون تحرير أي عبد فسأفعل، وإن كان بإمكاني إنقاذه بتحرير جميع العبيد فسأفعل، وإن كان بإمكاني انقاذه بتحرير البعض وترك البعض الآخر وشأنهم، فسأفعل ذلك أيضاً.]
بل إن رسول الإنسانية لينكولن قبل تحريره للعبيد صرح بأحد خطاباته أن إعطاء بعض الحقوق للعبيد "والزنوج" كما يقول هو، لا يعني أبداً رؤيته للمساواة بين العرق الأبيض والأسود وقال :
" لم أكن بيوم ما مؤيدا للمساواة الاجتماعية والسياسية بين السود والبيض بأي شكل أو مؤيدا لاعطائهم حق التصويت أو اعتبارهم مؤهلين لتولي المناصب أو للزواج من البيض بل ان هناك اختلافا جسدياً بين العرقين يمنع للابد المساواة ويجب أن تكون المكانة الأعلى للبيض."فهل رسول الإنسانية حرر العبيد لسواد أعينهم أو إعجابه بلون بشرتهم وخاض حرباً طاحنة مع الجنوب الكونفدرالي حقاً لأجل "زنوج" كما يقول لا يرى حق في المساواة بينهم وبين البيض بنظرة داروينية قبيحة؟، وقبل هذا كان يرى إخراجهم من الشمال هو الحل لمشكلة العنصرية بينهم وبين البيض ؟
بل إن أكبر عملية إعدام حدثت في تاريخ أمريكا لإنتفاضة داكوتا ضد غزو بلادهم وإستعبادهم كانت تحت إشراف لينكولن رسول الإنسانية بداعي ماذا ؟ أن الهنود جاعوا حد الموت وخرجوا لطرد الإستعمار من بلادهم غاضبين؟
وبعد الإعدام قرر الأهالي البيض (المستعمرين) إخراج السكان الأصليين من داكوتا من أرضهم لأنهم ... أهااا ! صح ... لأنهم قاوموا الغزو والفقر والجوع وهذا مبرر، لو كان لينكولن مسلماً لسمعنا عواء لا يهدأ
وبعد كل هذا سترى البعض يقول لا بأس فلولاه ما حُرمت العبودية عند العرب وينسي هذا بل يحاول طمس أن أول محاولة في العالم لإلغاء إسترقاق أسرى الحروب كانت في منتصف القرن الخامس عشر من قبل السلطان محمد الفاتح
دخل للأديان في كل ما سترونه بل هو الالحاد والفكر الدارويني العقلاني الذي كان يسيطر في القرن العشرين ولم يكن القرن العشرين قرن الايمان بل كان عصر الالحاد بل سمي عصر الإرهاب لشناعة الذي حدث فيه، وكانت الحروب بين الدول العلمانية الملحدة التي تخلت عن عن الأديان ومعها قيم الفضيلة فكل قيم الفضيلة تسقط عند عدم الإيمان بإله.
لهذا حين حاول ألكسندر الشرح بألم عن السبب الرئيسي لهذا الدمار الذي حل بوطنه بسبب الحرب التي قتلت ستين مليون نسمة من شعبه فقال [ سأجيب وأكرر : لقد نسي الناس الله لهذا حدثت كل هذه المجازر ]فقد كان الفكر الإلحادي وعدم وجود إله والبقاء للأصلح وإبادة العرق الأدنى هو السبب فما تقولون اليوم أنه خاطئ وإنسانية وقهقة ما هي إلا مصطلحات تندثر عند أول عيار ناري للحرب وأما كيث وارد حين ذكر أصل الشر قال : إن أصل الشر الذي دمر العالم بالقرن العشرين وأصبح قوة مرعبة هو الفكر الالحادي المعادي للأديان هي المصادر الحقيقية للشرور وكل السلالات الأقل للبشر يجب إستئصالها لأن التطور حقيقة علمية بالطبع
كيف كان حال الأسرى :
اذا رأيت أسير حرب سعيد في دولة لا تؤمن بوجود إله فلك ما شئت، فالذي سيعرض الآن هو من أبشع ما سترونه في تاريخ البشرية كان إغتصاب الأسرى رجال ونساء وأطفال شيئاً عادياً، ومبرراً من وجهة نظر عدمية، ففي الالحاد والنظرة الداروينية الإغتصاب ماهو إلا موروث طبيعي للتطور البشري كما يقول البيولوجي الملحد راندي ثورنهيل
كيف كان حال الأسرى :
اذا رأيت أسير حرب سعيد في دولة لا تؤمن بوجود إله فلك ما شئت، فالذي سيعرض الآن هو من أبشع ما سترونه في تاريخ البشرية كان إغتصاب الأسرى رجال ونساء وأطفال شيئاً عادياً، ومبرراً من وجهة نظر عدمية، ففي الالحاد والنظرة الداروينية الإغتصاب ماهو إلا موروث طبيعي للتطور البشري كما يقول البيولوجي الملحد راندي ثورنهيل
إلغاء الرق والعبودية حبر على ورق
بعد إعلان إلغاء الرق وفي عام 1943 يثبت التاريخ أن إلغاء الرق حبر كتب على ورق وحلماً جميل ما لبثت البشرية ان تعيشه، فالحرب تسلب كل حلم، وتسقط الأقلام وتنتهي كل القوانين فيها، يجف الحبر ويعود كل شيئاً كما كان، الذي يرى التاريخ وما تحدثه الحروب يعلم أن إلغاء الرق هي محاولة تستحق الشكر من الإنسان المعاصر، ولكن قوانين الحرب أقوى والرق ظرفاً مصاحب للحرب إينما وجدت، ففي الحرب العالمية الثانية تم إستعباد النساء في البغاء والجنس بل تقطيع وتبيقير بطونهن، وعند ذكرنا للإلحاد لا داعي لذكر عابدات الجنس أو محطات الراحة حيث تم إستعباد النساء، ويقدر أعدادهن مابين 250 إلى 100 ألف امرأة الكثير منهن بعمر 13 و 15 عام أُجبرن أن يكن رقيق جنس لجيش اليابان الملحد في مذبحة نانجينغ وكان معضمهن صينيات تعرضن للإغتصاب المتكرر يومياً الكثير منهن مات من الاجهاد من غير التعذيب والقتل
فتخيل أن بعد اغتصابهن من قبل رجال كثر يتناوبون عليها؟ وليس لها حقوق أو حق في أن تتحرر فهذا ليس الإسلام الإرهابي ليكاتبها لتتحرر أو ينتظر ليفدي بها قومها، وليست زوجة لرجل واحد يكفل حقوقها عليه كالزوجة فتنجب وتصبح أم لولد لتعتق وينسب ولدها له ويرث ويحمل أسم والده فهذا أيضاً ليس الإسلام كما قلنا، بل هي بغية هنا يتم إغتصابها من كل أفراد الجيش الملحد بإنسانية.وكان بعضهن يرغمن على القتال أو يكن دروعاً بشرية وأما أطباء (الوحدة 731) كانوا يقومون بتشريح النساء أحياء في نهاية الحرب، وصور الجثث منتشرة على الإنترنت، فهذا الإنسان بعد فقدانه للقيمة والتكريم الإلهي يغدو مادة عبثية لا قيمة لها، يمكنك إستنكار هذا وأنت ملحد، البكاء، والصراخ بأعلى صوت أين الإنسانية، ولكن لا يمكنك تقرير هذه الأفعال بكونها خاطئة كما يقول نورمان جيزلر: "لا يمكنك حتى إدانة التجارب النازية كدارويني ملحد"وما الإغتصاب الا مورث بشري تطوري وشيء طبيعي جداً كما يقول ملحدي التطور، مثل البيولوجي الملحد راندي ثورنهيل، وكريغ بالمر ورسول الإلحاد دوكنز أيضاً وغيرهم ومن الطبيعي أن تحدث إبادات الأعراق الأدنى وقتلهم واغتصابهم فهذه النظرة العملية لفكرة موت الإله التي حررت البشرية من الخرافات.وهذا ليس خطأ من وجهة نظرة إلحادية فنحن لسنا إلا مواد عضوية يُباح استخدامنا بالتجارب المخبرية كما تم استخدام المعاقين والأطفال لذلكولا يعلم ذاك الإنسان المغرر بقوانين الغرب الوضعية أن أي قانون يُشرع بالعالم فلن يحظى باحترام أو تنفيذ عند سقوط الدول أو تفاقم الأزمات والكوارث وعند لحظات الفزع، فاذا لم يكن القانون دينيًا من إله يرسخ معاني القيم في نفوس الناس ويشعرهم بمراقبته، فلا ضابط لوحشية الإنسان حينها، واذا كان لا وجود للإله فما فعله الجيش الكوري من إغتصاب نساء فيتنام هو مصلحة ذاتية عائدة على شعبه بمنفعة ولذة وبإرادة عقول كاملة والعقل مصدر الأخلاق لا تنسى، الاغتصاب من نظرة مادية سلوك طبيعي تطوري تمارسه أسلاف البشر من الحيوانات وهو موروث بشري من نظرة مادية وكما يقول الفيلسوف ويليام كريج من وجهة نظر إلحادية لا حرج في إغتصابك لشخص ما
ولهذا فقد كانت أكبر جريمة اغتصـاب سجلها التاريخ بالعالم قام بها ملحدون حيث أغتصب الجيش الروسي الملحد 2 مليون المانية أعمارهن بين سن7 إلى سن 60 وقد انجبن نصف مليون طفل مجهول النسب جراء ذلك وبعضهن انتحرن قبل أن يصل الملحدين الذين تخلوا عن الخرافات إليهن، حتى الألمان الذين تم إغتصاب نسائهم من قبل الجيش الروسي كان من قبله إحتذى حذوه وكان يرى مصلحته الذاتيةومصلحة العرق النازي وقد مارس عمليات إغتصاب وجرائم لا داعي لذكرها ويكفي أن أذكرك أنه ايضاً تخلى عن الخرافات وأرتقى معهم كذلك
إيها الإلحاد ما أقسى تاريخك
يظن فانزات هوليوود أن العالم مملوء بالورود وقد إنتهى سجل تلك الجرائم، يعيشون في عالماً موازي، ضحايا البروباغندا يظنون أن وحشية الجرائم التي نتجت عن فلسفة مادية كالعدمية والإلحاد، انتهت مع تطور الأنظمة أو اتفاقهم على بعض القرارات بالورق دون النظر إلى أصل تلك الوحشية ومنبعها، ةإزاحة الفكر الرئيسي الذي تسبب بتلك الكوارث، تجده تأثر وبنى هذا الاعتقاد لأنه رأى فلم حرك مشاعره لجندي يسقي طفلاً أفغانياً بعض الماء، لن نذهب بعيداً ففي افغانستان بين عامي 2010 و 2016 فقط تم الإبلاغ عن ما يقارب 6000 إنتهاك جنسي وإستعباد للأطفال من قبل أفراد الجيش الأمريكي ولن يتأثر القارئ الا اذا أرفقنا صور مؤلمةلا توجد دولة دخلتها القوات الأمريكية لنشر الديمقراطية وحقوق الانسان إلا واغتصبت النساء او استعبدتهم جنسياً بمعسكرات-كما في كوريا بما يسمى فتيات الراحة (kijichon)أو اغتصبتهم ثم باعتهم كرقيق كما بفيتنام بل الفظائع التي أحدثتها أمريكا في فيتنام مروعة فقد كانت حرب فيتنام أفضل حرب تمت تغطيتها إعلامياً في التاريخ وما أحدثته أمريكا من جرائم أفقدها التأييد الشعبي وخسرت الحرب حتى أن الجيش الأمريكي اغتصب 24 جندية أمريكية ويمكنك تخيل ما فعلوه بالفيتناميات وهذا بعد قرار إلغاء العبوديةوقد أنشأت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية برنامج العنقاء Phoenix Program لتمزيق الفيتكونق "وهي جبهة التحرير الوطنية خلال حرب فيتنام" قامت الوكالة بتعذيب السجناء والرهائن، واغتيال أهداف، وقتل المدنيين الأبرياء ، وكان مع المخابرات المركزية قوات العمليات الخاصة الأمريكية وعناصر القوات الخاصة من الجيش الأسترالي بفيتنام (AATTV)، وفي كتاب عن برنامج فينيكس يذكر فيه المؤلف أن بعض أساليب التعذيب المستخدمة كانت تشمل الاغتصاب الفردي والجماعي والاغتصاب باستخدام الأشياء الصلبة!، والقتل بالصدمة الكهربائية،ن والضرب حتى الغيبوبة، واستخدام الكلاب، ليقتلوا في النهاية ما بين 26000 - 41000 وكمثال لهذا حادثة تل 192 والإغتصاب الجماعي الذي حدث فيها، ثم ختم هذا بالقتل في نهاية المطاف.وقد ذهبت آلة الإعلام الأمريكية تحاول تضليل جرائمها بمصطلحات شتى على نحو مموه مثل تسمية عمليات القتل بـ "الضغط على الزناد" "تمت التهدئة" أي تمت إبادة الجنود الفيتنام بقنابل النابالم الحارقة وحتى اغتصاب الفيتناميات كان يشار إليه بمصطلحات عسكرية مثل "الوثوب على" أو "الإندساس في"أو "التعميد"هل فيتنام وحدها تكفي أم نذكر اغتصاب المواطنين الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال في العراق في (سجن أبو غريب) وما فعلوه بالمواطنين وليس العسكريين على حدا سواء والصور موجودة في الملف، هؤلاء المدنيين لم تمر 20 سنة على ما فعلوه بهم يمكنك النظر إلى ضحكاتهم مع صور السلفي وكأنهم في نزهة صيد للمواطنين.
وما حدث لعبير قاسم الجنابي في العراق وهي بنت 14 سنة كفاية لتدمي قلب أي شخص حيث تم إغتصابها بشكل جماعي وقتل جميع أسرتها وفي فيديو مصور لجندي أمريكي كان يتفاخر فيه أن ما فعله بها كان رائعاً، ومتفاخرًا بإغتصاب إخوتنا في العراق، وإنتهى الأمر بتلك الفتاة منتحرة كما قال الجندي وهو يضحك في الفيديو، حتى ان اليهودي هارولد بنتر ذكر هذه الجرائم من قتل عشوائي وتدمير وتعذيب للعراقيين وقال: "ونطلق عليها اليوم نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط"
حال العبيد لديهم
اذا كان الفكر الإلحادي لا يرى شيئاً في إبادة البشر الأقل تطوراً وهو أساس الإرتقاء بالجنس البشري كما أسلفنا فما تصوركم في إستعباد الأجناس الأقل؟ لم تظهر حدائق حيوانات بشرية في تاريخ البشرية إلا في ظل إنتشار الداروينية كما ترون الإنسانية في الصورة التالية وهم يناولون هذه الفتاة الأقل تطوراً الخبز لتأكل ثم أعتنق ما شئت من الأديان.
في وقت كان فيه الإسلام يلزم كل من صفع عبده أن يعتقه رغماً عنه وتقلدون أعلى المناصب في الدولة كان العبيد في أمريكا يعلقون ويشنقون في الشوارع ويحرقون وحين أقول يحرقون أقصدها فعلياً والصور في الملف.
كان السيد لا يأكل مع عبده ويراه أحقر منزلة منه، وكانوا يربطونهم كالأنعام والكلاب لحراسة مزارعهم وليس لهم قيمة كانت العبودية حقيقية نفس تصوير السينما لها، فهذا عبد من الأبروغينز السود كَبْلَهُ المستوطنون البيض بالسلاسل لاستخدامه ككلب لحراسة مزارعهم في تسمانيا جنوب استراليا عام 1928م. كان المستوطنين الأوروبيين يعتبرون شعب الأبروغينز (سكان استراليا الأصليين) ليسوا بشراً ويستعبدونهم و ويتعاملون معهم معاملة الحيوانات وبالطبع عندما أقول ككلاب أقصدها فعلياً ككلاب.يكفي أن أذكركم بحدائق الحيوان التي عرضوا بها السود كالحيوانات وصور حرقهم وشنقهم بالشوارع والى اليوم مازال السود يعاملون بعنصرية لأنهم سود فقط وأقل تطورًا من الكائن الأوروبي، ولا زالت دموع رسالة أوتا بينغا موجودة اليوم بحرقه حيث تم أسره من قبل قوات المستعمرة البلجيكية عند هجومها على الغابات الاستوائية الإفريقية بالقرب من نهر كاساي بالكونغو، قُيد بينغا بالسلاسل ووضع في قفص كالحيوان ثم تم نُقله إلى امريكا ليعرض في حديقة حيونات بشرية، وقدم علماء التطور بعرضه على الجمهور في معرض سانت لويس العالمي إلى جانب أنواع أخرى من القردة، وقدموه بوصفه أقرب حلقة انتقالية للإنسان، كإثبات على صحة نظرية داروين، وبعد عامين نقلوه إلى حديقة حيوان برونْكس في نيويورك ةتم عرضه تحت مسمى السلف القديم للإنسان مع بعض قردة الشمبانزي وانتهى الأمر بإنتحار بينغا برصاصة اطلقها على قلبه تاركاً رسالة كتب فيها : "أنا رجل..أنا إنسان"
الغرب إلى اليوم لم يستطع حل هذه النظرة أو التخلص منه حتى بعد تحريره للعبيد، فمجتمعه وافكر الدارويني الذي يروج له يتحتم عليه بهذه النظرة، فهو يرى في السود أنهم أدنى منهم وعبيداً بل يطلق عليهم لقب "زنوج" وهي ما تعادل كلمة عبد عند شعوب أخرى، وهذا أمامكم وريث التاج البريطاني الأمير ويليام وزوجته فى جزر سليمان بالمحيط الهادي القابعة تحت سلطة بريطانيا يمتطي أظهر السود وبعد التهجم عليه بسبب هذه الصورة صرح قائلاً : نحن لسنا عنصريين نحن نحترم السود لهذا إستعمرناهم
آخر المؤهلين للحديث بشأن العبودية هي بريطانيا، فتاريخ أجدادها يتكرر باستمرار، ويبدو أن الأمير ويليام استهوى ماكان يفعله أجداده بالعبيد لاحظ الصورة التالية.ويبدو أنه لهذا الأمر قال ويليام لأننا نحب السود أستعمرنا أفريقيا وهذه الأمم للأسف تمكنت من الترويج الإعلامي، ولازالت العبودية إلى يومنا الحاضر في الغرب تحت مسمى الـ " trafficking women - child " يمكنكم البحث عنه وهو استرقاق النساء والأطفال لأهداف الدعارة وصناعة المحتوى الإباحيويتم بيع النساء والأطفال بنظام أسواق بالخفاء ومبالغ متفاوتة تحت مسمى عقود لا يمكن فسخها إلى اليوم وتقدر الدول الأوروبية اليوم من أكثر الدول تجارة بالرقيق الأبيض للجنس فتجار الجنس يكسبون قوت يومهم من الإباحية وتشير التقديرات إلى أنه يتم الاتجار بـ 240.00 - 350.000 امرأة وطفل كل عام.بل الإتجار بالنيجيريات للجنس كانت ثروة طائلة لإيطاليا وهذا ما يسمى اليوم بالعبودية الحديثةبينما يمثل الرجال والفتيان 29٪ ويذكر هذا التقرير أنه يتم تهريب حوالي 50،000 شخص إلى الولايات المتحدة كل عام وغالبًا من المكسيك والفلبين وفي عام 2018 ، كان أكثر من 51% من قضايا الاتجار بالبشر الإجرامية النشطة في الولايات المتحدة هي قضايا الاتجار بالجنس التي تشمل الأطفال فقط :ولا نعلم حقيقة هؤولاء القوم متى يشبعون من الجنس ويتملكهم الرقي بعدها ولا ينظرون للمرأة كجسد، لأنه التقرير يشير بمجملة إلى أن أغلب الحالات هي العبودية الجنسية وأنهم كانوا يتبنون الأطفال ثم يتم استخدامهم لأغراض الإستغلال الجنسي والدول الغربية اليوم من أكثر البلدان المتورطة بالعبودية الجنسية بعد تحرير المرأة طبعاًويكفي أن نعرض لكم حال الهولنديات المعروضات كالأحذية على نوافذ المحلات وقد تجد بعضهن حالات إسترقاق جنسي دون علم السلطات كون أكثر الحالات خفية وتحدثت العديد من النساء عن الاثار النفسية والجسدية التي يتعرضن لها خلال تقديم هذه الخدمات الجنسية للرجال مقابل المالولم تصنف هذه الصورة بأنها مظهر من مظاهر الإستعباد، بالرغم من أن التقرير أشار إلى أن العديد من بائعات الهوى في أمستردام هن في الحقيقة ضحايا الإتجار بالبشر ولكنهن لم يصرحن بذلك.
ولكل من يتساءل لماذا لا تقوم هذه النساء بترك هذا العمل فالجواب أنه ليس لديهن مهارات قابلة للتحويل ولا شيء يضعنه في سيرتهن الذاتية واغلبهن مديونات لقد تحطمت أجسادهن وأرواحهن ويخشون على حياتهم، بالاضافة الى أنه تم التخلي عنهن من قبل عائلاتهم. مصدر1 مصدر2 مصدر3 مصدر4
تجد صور العبودية ما زالت موجودة في الغرب وقد تم التلاعب بالمصطلح بسهولة وتقنين العبودية بصورة أخرى وتشريعها من قبل الحكومات والمنظمات بطابع الحرية وهذا الذي عبرت عنه الناشطة الحقوقية دورشين ليدهولت أن العبودية الحديثة اليوم هو "بغاء معولم" قائلة أن الحكومات والمنظمات قامت بشرعنة الإتجار المحلي بالنساء
وقد اعترف سيدارت كارا وهو مدير برنامج مكافحة الاتجار بالبشر والعبودية المعاصرة في كلية كينيدي بجامعة هارفارد أنه "لا يمكن الإنكار أنه أينما وجدت الدعارة وجد معه عبيد يتم الاتجار بهم فيها، ويجبرون على تقديم الخدمات الجنسية إن أي قرار يتعلق بالوضع القانوني للبغاء يؤثر بشكل مباشر على حصون مكافحة الاتجار بالبشر"
ولهذا يمكنكم أن تفهموا الآن لماذا قال الرحالة والأديب الفرنسي المشهور جيرارد دي نرفال "وما تعدد الزوجات والعبودية بالنسبة للمسلمين إلا وسيلة لتجنب شر أكبر منه، "بينما الدعارة" هذا الشكل الآخر من العبودية الذي يلتهم مجتمعنا الأوروبي هل نريد أن نسأل أنفسنا بصدق ما هي المكانة التي يعطيها مجتمعنا للأبناء غير الشرعيين الذين يشكلون حوالي عُشر السكان لماذا يعاقبهم القانون المدني على أخطاء آبائهم بطردهم من الأسرة وحرمهم من الميراث؟ وعلى العكس هنا فكل أبناء المسلمين يولدون شرعيين وتقسم الورثة بينهم بالتساوي"
ونكتفي إلى هذا الحد رغم أن هناك الكثير والله مما يمكننا طرحه من مظاهر العبودية الحديثة التي تلتهم المجتمع الغربي ما وصلوا إليه ونوصيكم بقراءة المقال الأول لما فيه من التفصيل في شأن العبودية والإسلام ويمكنكم تحميل كل وثائق السلسة والصور في ملف zip من هنا .
والله ولي التوفيق.