JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

الصفحة الرئيسية

هل وقع النبي في حب زينب الشعراوي وثائق من كتب التراث

هل وقع النبي في حب زينب

هل وقع النبي في حب زينب هل حرم محمد التبني ليتزوج من زوجة ابنه

في فيديو مصور للشعراوي رحمه الله يقول في تفسير قوله تعالى {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا } : [الأحزاب: 37] 
وقال : " إن النبي ﷺ وقع حب زينب في قلبه وهي في عصمة زيد بعد أن رآها ،  وأخفى حبها في نفسه، أنه لو طلقها زيد سيتزوجها" !!
هذه الروايات الباطلة التي أستدل بها الشعراوي أوردها "ابن جرير الطبري"و"ابن أبي حاتم" وتناقلها المفسرون وليس لها اسناد متصل وقد رد عليها أهل العلم في زمنهم من الحفاظ والمحدثين وبينوا بطلانها ، وسنتطرق لذكر كل الروايات هنا بصور الكتب والوثائق كما عهدتمونا ويمكنكم النقر على الصورة لعرضها بدقتها الأصلية ، وسنعطيكم هاهنا الحجة بالدليل لتحملوها عابرين إلى غيركم ولكن قبل كل هذا من أين جاءت هذه الروايات؟ 

أولاً : من أين جاء هذه الروايات؟

هذه الروايات من الدخائل التي دُست في التفسير من قِبل يوحنا الدمشقي وهو راهب نصراني عاش في عهد الدولة الأموية ، يقول محمد حسين الذهبي في كتابه الإسرائيليات في التفسير والحديث عن روايات حب النبي لزينب : {وهذه من الأباطيل التي يرويها ابنُ جريرٍ في تفسيره وهي كما نَبَّهْنًا عليها سابقاً دَسِيسَةٌ دسَّهَا يوحنا الدمشقيُّ في عَصْرِ بني أمية} 
وهي من الأباطيل التي يرويها ابنُ جريرٍ في تفسيره وهي كمـا نَبَّهْنًا عليه سابقاً دَسِيسَةٌ دسَّهَا على الإسلام يوحنا الدمشقيُّ في عَصْرِ بني أمية
وأول من قال أن النبي وقع في حب زينب وعشقها هو الراهب النصراني يوحنا الدمشقي وذلك في عهد عبدالملك بن مروان وكان من المتشددين على أن عيسى ابن الله تعالى الله عما يقول، وله مناظرات مع المسلمين في بلاط الخليفة، إذ أن والده كان له منصب ، وتستغرب حقيقة حين تعلم أن صاحب هذه الفرية هو نصراني ! ومعترض على حب النبي لزينب وفي الوقت ذاته تراه مقتنع من أن المسيح من نسل داوود الذي زنا بزوجة أوريا الحثي وقتله لأنه عشق زوجته وأمات الله ابنه عقابا له فتخيل هذ في شأن نبي عندهم يقولون انهم يوقرونه؟
يوحنا الدمشقي
وقد تناقل الناس هذه الأُكذوبة منه ، بأن النبي وقع في عشق زينب ، ثم أنتشرت بين العوام وتلقفها الضعفاء من المفسرين المولعين بنقل الأخبار التي تحت أيديهم دون تمحيص وتتبع وكتبوها ، ونتحدى أن يعطنا أي أحد سنداً صحيح لهذه الروايات ينتهي مصدرها لصحابي أو تابعي؟ أو نعلم مصدرها حتى ، فجميعها إما مرسلة يرويها رجل بعد ستين سنة من عهد النبوة أو منسوبة كذبًا لتابعي أو ضعيفة بغير إسناد حتى.
إن هذه الروايات ضعيفة وغير صحيحة بل هي من الدسائس التي أدخلت في التراث الإسلامي سواء أكان صاحب هذه الدسيسة يوحنا الدمشقي - النصراني - الذي وجد في عهد عبد الملك بن مروان وهو الذي دس أول فرية مما يتناقله الناس بعده
وقد تنبه لها الحفاظ والمحدثين في عصرهم وقاموا بردها بالحجة والبرهان في مؤلفاتهم التي سنستعرضها
وقد أشار العلامة محمد بن محمد في كتاب "الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير" لهذا قائلاً : {وهذه الرواية إنما هي مِنْ وَضْعِ أعداءِ الدِّين ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم متهم بالكذب ، والتحديثِ بالغرائب ، وروايةِ الموضوعات ، ولم يذكر هذا إلا المفسرون والإخباريون المولعون بنقل كل ما وقع تحت أيديهم من غَثٍّ أو سَمِينٍ ولم يوجد شيء من ذلك في كتب الحديث المعتمدة التي عليها الـمُعَوَّل، والذي جاء في الصحيح يخالف ذلك}
وهذه الرواية إنما هي مِنْ وَضْعِ أعداءِ الدِّين ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم متهم بالكذب ، والتحديثِ بالغرائب ، وروايةِ الموضوعات ، ولم يذكر هذا إلا المفسرون والإخباريون المولعون بنقل كل ما وقع تحت أيديهم من غَثٍّ أو سَمِينٍ ولم يوجد شيء من ذلك في كتب الحديث المعتمدة التي عليها الـمُعَوَّل، والذي جاء في الصحيح يخالف ذلك
وقد ساق البغوي تفسير منسوب لابن عباس بأنه قال : "الذي كان يخفيه النبي ﷺ هو حب زينب وهي في عصمة زيد" وهذا القول منسوب كذبًا على ابن عباس فليس لها سند وكثير من الأقوال الكاذبة أو الإسرائيليات يتم وضعها كذبًا على ابن عباس دائما ، نقرأ في كتاب "الإسرائيليات وأثرها في كتب التفسير" {وقد كان المنتظر من البغوي أن لا يروي خرافة حب النبي ﷺ لزينب بعد ترويجها ، فضلاً عن ابن عباس وهي لا تصح وقد دسها في التفسير يوحنا الدمشقي في العهد الأموي }
{وقد كان المنتظر من البغوي أن لا يروي خرافة حب النبي ﷺ لزينب بعد ترويجها ، فضلاً عن ابن عباس وهي لا تصح وقد دسها في التفسير يوحنا الدمشقي في العهد الأموي }
ووجدنا الذين أخذوا بهذه الرواية من المفسرين الضعفاء والمتروكين الذين ليسوا أهلًا بعلم الحديث والأثر ، أمثال عبدالرحمن بن زيد ، ونوح بن أبي مريم ، أو ممن تم اتهامهم بالكذب والوضع كالواقدي ، ومقاتل بن سليمان ، أو ممن لا يبالي عن من يروي المراسيل كقتادة ، وسنذكرها بالصور سريعاً، وقد رواها هؤلاء بعد إن انتشرت وكتبوها في كتب التفسير دون تحقيق أو تمحيص لمصدرها ، وقد نبه شيخ الإسلام ابن تيمية من كتب التفسير قائلاً :
{{ وهذه الكتب التي يسميها كثير من الناس كتب التفسير فيها كثير من التفسير منقولات عن السلف مكذوبة عليهم ، وقول على الله ورسوله بالرأي المجرد ، بل بمجرد شبهة قياسية أو شبهة أدبية }}
وهذه الكتب التي يسميها كثير من الناس كتب التفسير فيها كثير من التفسير منقولات عن السلف مكذوبة عليهم ، وقول على الله ورسوله بالرأي المجرد ، بل بمجرد شبهة قياسية أو شبهة أدبية
وأنا أُنبه الإخوة دائماً ممن يسألونني عن بعض الشبهات في التفسير ، أن لا يدرسوه إلا بعد معرفتهم لأساسيات علم الحديث والأثر أو معرفتهم بضعفاء المفسرين ليعلموا ما بين ايديهم من تفسير هل هو صحيح أم منكر.

ثانياً : هل حرم النبي ﷺ التبني ليتزوج زينب بنت جحش؟ 

أُريد من القارئ أن يربطوا الأحزامة فهؤلاء يستخدمون الإبداع مرة أخرى ، ويقولوا أن النبي ﷺ حرم التبني لأنه أشتهى زينب !!  ، تعال إلى هُنا وأنظر بالله عليك كيف يريدون إبادتنا ، فلا يبقى مسلم إلا ومات من الضحك ، فتحريم التبني كان قبل زواج زيد من زينب والله إن أبسط مسلم قرأ سورة الأحزاب وتأملها يعلم هذا ! حيث نزل حكم تحريم التبني  في الآية 5 من سورة الاحزاب بقوله تعالى : {{ ادعوهم لآبائهم هو اقسط عند الله}} وفيه سمح بكفالتهم ولكن حُرم أن ينادى المتبني باسم غير والده
والآية التي زوجت النبي من زينب هي الآية 37 من سورة الأحزاب!
حرم التبني قبل زواج زيد من زينب
تخيل أن هذا الطرح الغريب منتشر في الفيسبوك ويقولون بأن تحريم التبني كان لأجل أن يتزوج النبي من زينب ؟ والذين يتناقلون هذا يشعرون كالعادة بأنهم مثقفون يغردون خارج السرب ، وتجدهم أسرى تحت نظرية المؤامرة الترقيعية ويعيشون أجواء التنوير الحقيقية!! فبالله عليكم ما هذا؟

النقطة الثانية :

أن النبيﷺ عندما خطب زيد لزينب ، كانت زينب تظن أن الذي يريد خطبتها هو النبي ﷺ فوافقت وعندما علمت أن النبي يريد خطبتها لزيد رفضت زينب زواجها من زيد تبعا للتقاليد السائدة في تلك الأيام ولاستنكاف الحرة من الزواج بالعبد، وكون زيد كان عبدًا فنزلت الآية 36 من سورة الأحزاب تقول : {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم } فأرسلت زينب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقالت : إني أستغفر الله وأطيع الله ورسوله ، فزوجها زيد بسورة ، وهذا لإزالة بقايا الجاهلية التي كانت فيها، فلا فرق بين حر وعبد أو أسود أو أبيض إلا بالتقوى وإنها لعزة لنا، وبعد زواج زينب من زيد لم تستمر علاقتهما الزوجية ونشبت بينهما الخصومة ، وقد أعلم الله تعالى نبيه بأن زيد سوف يطلق زينب وقد كتبها الله زوجة له ، وكان يخفي النبي هذا خشية من إرجاف المنافقين وحين جاءه زيد يشتكي له من زينب ويخبره إن زينب أشتد لسانها علي وأنا أريد أن أُطلقها قال له النبي : [أمسك عليك زوجك] مخفيًا لما أخبره الله به، وهذا في الآية [37] وهذه الرواية صحيحة السند ساقها كبار المفسرين من الحفاظ وأهل الأثر
قصة زينب وزيد بن حارثة من كتاب الإسرائليات وأثرها في كتب التفسير 1.3K 19 دقيقة التصنيف:  المصدر:  29 ذو الحجة 1441 ( 19-08-2020 )  بسم الله الرحمن الرحيم  الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:  أستخدم الكاتب د/ رمزي نعناعة في كتابه: الإسرائليات وأثرها في كتب التفسير عدد من الضوابط والأصول و القواعد في نقد الرواية الإسرائلية المغرضة التي يرجع للأخذ بها المستشرقين والمغرضين من أصحاب الأهواء وللأسف نقل منها بعض الكتاب المسلمين دون تمحيص وتدقيق، ونشير إلى بعض هذه القواعد التي أستعان بها الكاتب في نقد الرواية:  1-العلم بمكانة الناس وأحوالهم ومنازلهم والتثبت عن ما يقال عنهم:  قد وضح الكاتب مكانة مقام الرسالة، والأخلاق النبوية التي شهد الله لها بالعظمة، أبلغ وصف وأدق تصوير لخلق الرسول الكريم ما وصفه به القرآن بقوله الجامع الموجز: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}(4) سورة القلم وهي شهادة من الله في ميزان الله لعبد الله يقول فيها: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}(4) سورة القلم ومدلول الخلق العظيم هو ما هو عند الله مما لا يبلغ إلى إدراك مداه أحد من العالمين.  ودلالة هذه الكلمة العظيمة على عظمة محمد -صلى الله عليه وسلم- تبرز من نواح شتى: تبرز من كونها كلمة من الله الكبير المتعال، يسجلها ضمير الكون، وتثبت في كيانه، وتتردد في الملأ الأعلى إلى ما شاء الله.  وتبرز من جانب آخر من جانب إطاقة محمد -صلى الله عليه وسلم- لتلقيها، وهو يعلم من ربه هذا، قائل هذه الكلمة. ما هو؟ ما عظمته؟ ما دلالة كلماته؟ ما مداها؟ ما صداها؟ ويعلم من هو إلى جانب هذه العظمة المطلقة التي يدرك منها ما لا يدركه أحد من العالمين.     ولقد رويت عن عظمة خُلقه في السيرة، وعلى لسان أصحابه روايات منوعة كثيرة، وكان واقع سيرته أعظم شهادة من كل ما روي عنه؛ ولكن هذه الكلمة أعظم بدلالتها من كل شيء آخر، أعظم بصدورها عن العلي الكبير، وأعظم بتلقي محمد لها وهو يعلم من هو العلي الكبير، وبقائه بعدها ثابتًا راسخًا مطمئنًا، لا يتكبر على العباد، ولا يتعاظم وهو الذي سمع ما سمع من العلي الكبير!  ومكانة زينب رضي الله عنها وقرابتها للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث ان أمها أميمة بنت عبدالمطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبوها: جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. ان جحش هذا حليفًا لسيد قريش عبد المطلب بن هاشم، كانت زينب رضي الله عنها من المسلمات الأوائل، أخوها عبد الله بن جحش أحد السابقين، وقائد سريَّة نخلة، وقد استشهد tفي غزوة أُحُد، ودُفن هو وخاله حمزة بن عبد المطلب عمُّ النبي صلى الله عليه وسلم في قبر واحد رضي الله عنهم، وكانت لزينب عند النبي محمد مكانة عالية بعد زواجها منه، فقد قالت أم المؤمنين عائشة عنها: «كانت زينب هي التي تساميني من أزواج النبي، ولم أرَ امرأة قطُّ خيرًا في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثًا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشدَّ ابتذالًا لنفسها في العمل الذي يُتصدَّق به، ويُتقرب به إلى الله، ما عدا سورة من حدَّة كانت فيها، تُسرع منها الفيئة.» وقد وصفها النبي محمد بأنها أوَّاهة. عُرف عن زينب بنت جحش حبها للخير وكثرة تصدُّقها، حتى عُرفت بأم المساكين، كما عُرف عنها زهدها في الدنيا، وقد روت زينب بنت جحش عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم طائفة من الأحاديث، وروى عنها ابن أخيها محمد بن عبد الله والقاسم بن محمد وكلثوم بن المصطلق الخزاعي، وأم حبيبة وزينب بنت أبي سلمة.     ومكانة زيد بن حارثة رضي الله عنه، الذي تبناه النبي صلى الله عليه وسلم، وتربى على يديه الشريفة تربية إسلامية وحظي بمكانة عند أفضل الناس وأعظمهم خلقأ، وكان زيد بن حارثة مولى رسول الله و يسمى بحب رسول الله أخذ في الأسر عندما كان صغيرا و اتخذ عبدا مملوكا و اشترته خديجة بنت خويلد فأهدته للرسول بعد ذلك ظل أهله يبحثون عنه في كل مكان حتى وصلوا إلى مكة فعرفوا وجوده هناك و أرادوا أخذه معهم فخيره رسول الله صلى الله عليه وسلم بين العودة مع أهله أو البقاء معه فاختار رسول الله و لم تكن البعثة بعد فأعتقه رسول الله و اتخذه ولدا له ما للولد من الميراث حتى حرم التبني تزوج من زينب بنت جحش ثم طلقها، هو أول الموالي إسلامًا، ومن السابقين الأولين للإسلام، والوحيد من بين أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي ذُكر اسمه في القرآن. شهد زيد العديد من غزوات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما بعثه قائدًا على عدد من السرايا. استشهد في غزوة مؤتة في جمادى الثانية من السنة الثامنة من الهجرة.     2-      معرفة حدود وضوابط الأخذ من كتب أصحاب الهوى والفرق ومن نقل عنهم دون تمحيص، وهي من أهم القواعد الهامة الا وهي مقارنة متن الرواية التي أوردوها مع نصوص ماورد عند غيرهم من الموؤرخين ممن أتصف بالعدل والنزاهة وخاصة من كان منهم على مذهب أهل السنة والجماعة:  وقد عمل الكاتب رمزي نعناعة مقارنة بين الروايات التي أوردها أصحاب الأهواء والمغرضين وبين ما أورده الموؤرخين من أهل السنة والجماعة مثل رواية البخاري رحمه الله، الذي لم يتطرق في روايته إلى شي مما أوردوه، وكذلك رواية الحافظ ابن حجر رحمه الله في شرحه للحديث، ورواية علي بن الحسين رضي الله عنه، وكذلك الرواية التي أوردها الإمام أبو بكر أبن العربي عن عائشة رضي الله عنها.     3-معرفة أحوال العصر المراد دراسة رواياته واستخدام وثائقه:  ذكر الكاتب انه دست فيه الرواية ومصدرها وان هذه الفرية دسها يوحنا الدمشقي في العهد الأموي، وكلنا يعلم إنتصارات المسلمين بالشام على الروم بالعصر الراشدي، ومن ثم إختيار مؤسس الدولة الاموية دمشق عاصمة لها، مما يوضح حقد أمثال يوحنا الدمشقي على الإسلام والمسلمين.     4-الإعتماد على الشيء الثابت والمعلوم وترك الموهوم ومما يجب مراعاته عند نقد الرواية هو إعتماد الأمور المعلومة والثابتة بالتواتر:  وجدنا أن الكاتب أورد الرواية الصحيحة ذات الأسانيد الصحيحة المتواترة في ص 396و ص397،وص 398.     5- مراعاة السنن الكونية في تسيير الخلق والكون ومنها مايخص الكون ومنها مايخص الإنسان:  بين الكاتب سنة الله وحكمته عندما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، بزواجه من زينب رضي الله عنها، وهي إبطال التبني في الإسلام.     6-الإدراك بأن التاريخ هو علم نقد وتحليل بالدرجة الأولى:  إدراك الكاتب من خلال ما كتبه عن رواية زينب وزيد رضي الله عنهما، مدى أهمية التدقيق بالرواية التاريخية وذكر أن المستشرقين أعتمدوا في إفتراءاتهم على روايات إسرائيلية دسها أسلافهم، لذلك يجب التصدي لمثل هذه الإفتراءات والروايات المشوهة لديننا وتاريخنا الإسلامي ولاسيما ماذكر منها عن حياة أطهر البشر محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، و يجب النظر والتدقيق والتحليل والنقد لروايات التاريخ الإسلامي خاصة عهد صدر الإسلام منها.  زيد بن حارثة رضي الله عنه في أول أمر الإسلام كان ابنًا للنبي صلى الله عليه وسلم بالتبنِّي، وكان يُدعى " زيد بن محمد "، وقد زوَّجه النبي صلى الله عليه وسلم من ابنة عمته " زينب بنت جحش " رضي الله عنها، فلمَّا أبطل الله تعالى التبنِّي نُسب زيدٌ لأبيه " حارثة ".  ثم إن " زيدًا " رضي الله عنه اشتكى لنبينا صلى الله عليه وسلم من زوجته " زينب "، والنبي صلى الله عليه وسلم يصبِّره ويذكره بتقوى الله تعالى، وبعد ذلك الإبطال للتبني يوحي الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن زيدًا سيطلق زوجته وأنها ستكون زوجة له، فأخفى النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر – وهو تزوجه بزينب مستقبلًا – عن الناس ولم يبده لأحد، ولم يكن وحيًا مأمورًا بتبليغه، وإنما خبر سيتحقق، وقد حصل فعلًا أن طلق زيد زوجته زينب، وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم.  فليس في قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بزينب رضي الله عنها ما يقدح في مقامه صلى الله عليه وسلم، ولا ما ينزل من قدره.  وما يذكره بعض المفسرين في ذلك من أقوال تخالف ما ذكرناه فكله ضعيف ومردود عليه.  قال القرطبي رحمه الله:  قال ابن العربي: فإن قيل: لأي معنى قال له: (أمسك عليك زوجك) وقد أخبره الله أنها زوجُه؟  قلنا: أراد أن يختبر منه رغبته فيها أو رغبته عنها، فأبدى له " زيد " من النفرة عنها والكراهة فيها ما لم يكن علمه منه في أمرها.  فإن قيل: كيف يأمره بالتمسك بها وقد علم أن الفراق لا بد منه، وهذا تناقض ؟!.  قلنا: بل هو صحيح للمقاصد الصحيحة لإقامة الحجة ومعرفة العاقبة، ألا ترى أن الله تعالى يأمر العبد بالإيمان وقد علم أنه لا يؤمن، فليس في مخالفة متعلق الأمر لمتعلق العلم ما يمنع من الأمر به عقلًا وحُكمًا، وهذا من نفيس العلم فتيقنوه، وتقبلوه.    " تفسير القرطبي "  ومما سئل عنه علماء المسلمين اذا كان الله يعلم أن زواج زيد بزينب لن يستمر إلا سنة واحدة ثم يتزوجها محمد صلى الله عليه وسلم: فلماذا لم يأمره بالزواج بها ابتداءً ؟ ":  فيجاب عن ذلك أولًا: بأنه لا يجوز للإنسان أن يقترح على الله تعالى ماذا يفعل ؟ ولا أن يعترض على فعله، وذلك لكمال علم الله تعالى وحكمته وقدرته، فلا يفعل إلا ما فيه الحكمة والمصلحة، التي كثيرًا ما تغيب عن الإنسان ولا يعلمها: قال الله تعالى: (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) الأنبياء/23.  ثم.. أمْرُ الله تعالى الرسول صلى الله عليه وسلم بتزوج زينب بعد طلاق زيد لها فيه حكمة عظيمة، وهي تقرير إبطال التبني تقريرًا عمليًا من الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى يعلم الجميع أن الابن من التبني ليس له أحكام الابن من الصلب، فزوجة الابن من التبني حلال لمن تبناه، وهذه الحكمة تفوت لو أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج زينب ابتداءً.  والتطبيق العملي للأحكام الشرعية يختلف في قوته وأثره عن الواقع النظري، وخاصة فيما يتعلق بأمرٍ مشتهر في الجاهلية ويُراد القضاء عليه.  ولو أراد النبي صلى الله عليه وسلم زينب لتزوجها وهي ابنة عمته ولم يوجب الحجاب وكانت امامه فكيف لا يفكر بها الا بعد ان أمرها بالزواج من زيد بن حارثة رضي الله عنه، فهذه جميعها دعوى باطلة وأثبت الكاتب الروايات الصحيحة في كتابه مثل رواية السيدة عائشة رضي الله عنها وعلي بن الحسين رضي الله عنه من افضل مافسرت به الآيات القرانية التي نزلت في زواج النبي من السيدة زينب وحتى انا البخاري لم يخوض في صحيحه في هذا الخلط.     مذاهب المفسرين والعلماء تجاه هذه الروايات:  اختلف المفسرون، وأهل الحديث، تجاه هذه الروايات الواردة في سبب نزول الآية، على مذهبين:  المذهب الأول: رد هذه الروايات وإنكارها ؛ وذلك لعدم ثبوتها، ولما فيها من قدحٍ بعصمة النبي صلى الله عليه وسلم.  ويرى أصحاب هذا المذهب: أن الصواب في سبب نزول الآية: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أوحى الله إليه أن زيدًا يطلق زينب، وأنه يتزوجها بتزويج الله إياها له، فلما تشكى زيد للنبي صلى الله عليه وسلم خلق زينب، وأنها لا تطيعه، وأعلمه بأنه يريد طلاقها، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم على جهة الأدب والوصية: اتق الله، أي في أقوالك، وأمسك عليك زوجك، وهو يعلم أنه سيفارقها، وهذا هو الذي أخفى في نفسه، ولم يُرِدْ أن يأمره بالطلاق، لما علم من أنه سيتزوجها، وخشي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلحقه قول من الناس في أن تزوج زينب بعد زيد وهو مولاه، وقد أمره بطلاقها ؛ فعاتبه الله تعالى على هذا القدر من أن خشي الناس في أمر قد أباحه الله تعالى له.(1)  وهذا المذهب روي عن: علي بن الحسين (2)رضي الله عنهما، والزهري (3)، والسدي (4).  وذكر القرطبيان: أن هذا القول هو الذي عليه أهل التحقيق من المفسرين، والعلماء الراسخين (5).  وممن قال به:  أبو بكر الباقلاني، وبكر بن العلاء القشيري، وابن حزم، والبغوي، وابن العربي، والثعلبي، والقاضي عياض، والواحدي، وأبو العباس القرطبي، وأبو عبد الله القرطبي، والقاضي أبي يعلى، وابن كثير، وابن القيم، وابن حجر، وابن عادل، والآلوسي، والقاسمي، ورحمة الله بن خليل الرحمن الهندي، وابن عاشور، والشنقيطي، وابن عثيمين.(6)  قال القاضي عياض:« اعلم ـ أكرمك الله، ولا تسترب في تنزيه النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الظاهر، وأن يأمر زيدًا بإمساكها، وهو يحب تطليقه إياها، كما ذُكِرَ عن جماعة من المفسرين، وأصح ما في هذا: ما حكاه أهل التفسير، عن علي بن حسين: أن الله تعالى كان أعلم نبيه أن زينب ستكون من أزواجه، فلما شكاها إليه زيد قال له: أمسك عليك زوجك واتق الله. وأخفى في نفسه ما أعلمه الله به من أنه سيتزوجها مما الله مبديه و مظهره بتمام التزويج وتطليق زيد لها »
وقد ردوا على الروايات الكاذبة التي أوردها أبي حاتم والطبري في فتح الباري شرح صحيح البخاري يقول : {وهناك آثار اخرى أخرجها أبي حاتم والطبري ونقلها كثير من المفسرين لا ينبغي التشاغل بها والذي اوردته منها هو الصحيح ... والحاصل إن الذي كان يخفيه النبي هو إخبار الله إياه انها ستصير احدى زوجاته والذي كان يحمله على إخفاء ذلك خشية قول الناس تزوج إمرأة ابنه من التبني}
وهناك آثار اخرى أخرجها أبي حاتم والطبري ونقلها كثير من المفسرين لا ينبغي التشاغل بها والذي اوردته منها هو الصحيح ... والحاصل إن الذي كان يخفيه النبي هو إخبار الله إياه انها ستصير احدى زوجاته والذي كان يحمله على إخفاء ذلك خشية قول الناس تزوج إمرأة ابنه من التبني
وكذلك الحافظ ابن كثير عندما ذكر الروايات التي تقول بحب النبي لزينب قال مستخفاً بها لا يريد عليها حتى : {ووردت آثار أخرى أخرجها ابن أبي حاتم والطبري ونقلها كثير من المفسرين لا ينبغي التشاغل بها ، والذي أوردته منها هو المعتمد . والحاصل أن الذي كان يخفيه النبي ﷺ هو إخبار الله إياه أنها ستصير زوجته ، والذي كان يحمله على إخفاء ذلك خشية قول الناس تزوج امرأة ابنه ، وأراد الله إبطال ما كان أهل الجاهلية عليه من أحكام التبني بأمر لا أبلغ في الإبطال منه وهو تزوج النبي من زينب}
ووردت آثار أخرى أخرجها ابن أبي حاتم والطبري ونقلها كثير من المفسرين لا ينبغي التشاغل بها ، والذي أوردته منها هو المعتمد . والحاصل أن الذي كان يخفيه النبي ﷺ هو إخبار الله إياه أنها ستصير زوجته ، والذي كان يحمله على إخفاء ذلك خشية قول الناس تزوج امرأة ابنه ، وأراد الله إبطال ما كان أهل الجاهلية عليه من أحكام التبني بأمر لا أبلغ في الإبطال منه وهو تزوج النبي من زينب
وقال القرطبي رحمه الله {وهذا التفسير هو الذي عليه أهل التحقيق من المفسرين والعلماء الراسخين، كالزهري والقاضي بكر بن العلاء  القشيري، والقاضي أبي بكر بن العربي وغيرهم}
{وهذا التفسير هو الذي عليه أهل التحقيق من المفسرين والعلماء الراسخين، كالزهري والقاضي بكر بن العلاء  القشيري، والقاضي أبي بكر بن العربي وغيرهم}

والنقطة الثالثة والأخيرة : 

أن زينب بنت جحش وهبت نفسها للنبي ﷺ قبل أن أن يتزوجها زيد ، ورفض النبي هبتها ﷺ ! وقال قبلها محيى الدين درويش {وأما ما رَوَوْهُ مِنْ أَنَّ النبيَّ مرَّ ببيت زَيدٍ وهو غائب فرأى زينب فوقع منها في قلبه شيء فقال: سبحان مقلب القلوب فسمعت زينب التسبيحة فنقلتها إلى زيد فوقع في قلبه أن يطلقها ! إلى آخر هذا الهراء الذي يترفع النبيُّ عنه فَقَدْ فَنَّدَهُ المحققون من العلماء}.
فكيف تنشأ معه وينشأ معها ويلحظها في كل ساعة ، ولا تقع في قلبه إلا إذا كان لها زوج ، وقد وهبته نفسها ، وكرهت غيره ، فلم تخطر بباله ، فكيف يتجدد له هوى لم يكن ، حاشا لذلك القلب المطهر من هذه العلاقة الفاسدة
ولم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم من أي امرأة وهبت نفسها له طيلة حياته ، ولم يستخدم هذه الرخصة التي أباحها الله له ابداً حتى مات ، فهل كان شهوانياً؟وهل تقع زينب في قلبه بعد أن رفضها قبل؟.
لم يكن عند النبي امرأة موهوبة
ولهذا يقول القاضي عياض عن هذه الروايات {وما وراء هذه الرواية غير معتبر ، فأما قولهم : إن النبي صلى الله عليه وسلم رآها فوقعت في قلبه فباطل فإنه كان معها في كل وقت وموضع ، ولم يكن حينئذ حجاب ، فكيف تنشأ معه وينشأ معها ويلحظها في كل ساعة ، ولا تقع في قلبه إلا إذا كان لها زوج ، وقد وهبته نفسها ، وكرهت غيره ، فلم تخطر بباله ، فكيف يتجدد له هوى لم يكن ، حاشا لذلك القلب المطهر من هذه العلاقة الفاسدة} وقال ابوبكر ابن العربي {هذه الرواياتُ كلُّها ساقِطَةُ الأسانيد}.
وقال ابوبكر ابن العربي {هذه الرواياتُ كلُّها ساقِطَةُ الأسانيد}
ويقول الترمذي في تفسيره : إن الذي أخفاه النبي هو أن الله أوحى إليه أن زينب ستكون إحدى زوجاته وأن زيد سيطلقها، ولو كان الذي أخفاه حبها لكان الله أظهر ذلك في قوله "وتخفي في نفسك ما الله مبديه" وقد أظهره الله الذي كان يخفيه النبي في الآية وهو إعلامه بزواجه من زينب وكتمها قائلاً لزيد أمسك عليك زوجك".
نَّهُ إِنَّمَا عَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي أَنَّهُ قَدْ أَعْلَمَهُ أَنْ سَتَكُونُ هَذِهِ مِنْ أَزْوَاجِكَ، فَكَيْفَ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ لِزَيْدٍ: (أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ) وَأَخَذَتْكَ خَشْيَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولُوا: تَزَوَّجَ امْرَأَةَ ابْنِهِ، وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ }
وإلى هُنا والله أن الرد كافي ومن دون أن أتطرق حتى لنسف الروايات الكاذبة، ولكن للمرجعية نتناول كل الروايات في هذا الشأن.

ثالثاً : بيان ضعف الروايات المنسوبة


الرواية الأولى قال الطبري : 

عن قتادة وهي مرسلة وفيها "أن النبي ﷺ كان يخفي في نفسه أن زيد اذا طلق زينب سيتزوجها"
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة : (وَإذْ تَقُولُ لِلَّذِي أنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ) وهو زيد أنعم الله عليه بالإسلام(وَأنْعَمْتَ عَلَيْهِ) أعتقه رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم:(أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ) قال: وكان يُخفي في نفسه وُدَّ أنه طلقها
الجرح : 
ولد قتادة بن دعامة السدوسي في سنة 60 هـ وهو يروي هذه الرواية دون إسناد ودون أن يصرح ممن سمع وهي مرسلة ، والمرسل من أقسام الحديث الضعيف
ولد قتادة في سنة 60 هـ
ومراسيل قتادة من أهوى المراسيل عند العلماء وغير مقبولة قال الإمام بدر الدين الزركشي: { عن يحي بن سعيد أنه كان لا يرى إرسالَ الزهريِّ وقتادة شيئاً ويقول: هو بمنزلة الريح } وقال معتمر بن سليمان عن أبي عمرو { كان قتادة وعمرو بن شعيب لا يغث عليهما شيء يأخذان عن كل أحد} لدرجة قال عنه الشعبي { قتادة حاطب الليل} وقال الإمام شمس الدين الذهبي: { قتادة بن دعامة السدوسي  هو حُجَّةٌ بالإجماع إِذَا بَيَّنَ السَّمَـاعَ فَإِنَّهُ مُدَلِّسٌ معروف بذلك }
عن يحي بن سعيد أنه كان لا يرى إرسالَ الزهريِّ وقتادة شيئاً ويقول: هو بمنزلة الريح
وقتادة اذا صرح بالسماع وأخبر مصدر قوله يقبل منه ولا تقبل مراسيله ، وعشان تفهم معنى مصطلح "حديث مرسل" بشكل بسيط هو شخص يتحدث عن فترة لم يعش فيها ولم يقابل من يتحدث عنهم ودون أن يخبر بمن أخبره بذلك. 

الرواية الثانية قال الطبري : 

 قال ابن زيد : وفيها "أن النبي أراد زيارة زيد فجاءت ريح فانكشفت زينب، وهي في حجرتها حاسرة، فوقع إعجابها في قلب النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم"
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: كان النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قد زَوَّجَ زيدَ بنَ حارثة زينبَ بنتَ جحش، ابنةَ عمتِه، فخرج رسولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يوماً يريده, وعلى الباب سِتْرٌ من شَعْرٍ، فَرَفَعَتْ الريحُ السِّتْرَ فانكشف، وهي في حجرتها حاسرة، فوقع إعجابه في قلب النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فلما وقع ذلك كُرِّهَتْ إلى الآخر، فجاء فقال: يا رسول الله إني أريد أن أفارق صاحبتي، قال: ما ذاك، أَرَابَكَ مِنْهَا شيء؟ “قال: لا والله ما رَابَنِي منها شيء يا رسولَ الله، ولا رأيتُ إِلَّا خَيْراً، فقال له رسولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ الله، فذلك قول الله تعالى( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ) تُخْفِي فِي نَفْسِكَ إِنْ فَارَقَهَا تَزَوَّجْتَهَا
الجرح : 
ابن زيد : وهو عبدالرحمن بن زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب : العلة الأولى متروك ضعيف وأكثر القادحين فيه
ابن زيد : وهو عبدالرحمن بن زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب : العلة الأولى متروك ضعيف وأكثر القادحين فيه
فقال عنه أحمد بن حنبل: ضعيف، وقال البخاري وأبو حاتم: ضَعَّفَهُ عليُّ ابنُ المديني جِداً ، قال أبو داود: أولاد زيد بن أسلم كلهم ضعيف، وأَمْثَلُهُم عبد الله.
ابن زيد وقال البخاري وأبو حاتم: ضَعَّفَهُ عليُّ ابنُ المديني جِداً ، قال أبو داود: أولاد زيد بن أسلم كلهم ضعيف، وأَمْثَلُهُم عبد الله
والعلة الثانية الرواية مرسلة فابن زيد يروي مباشرة عن رسول الله ﷺ وهو لم يدركْه أصلاً.

الرواية الثالثة الحاكم في المستدرك : 

عن محمد ابن عمر الواقدي :
قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ يَطْلُبُهُ، وَكَانَ زَيْدٌ إِنَّمَا يُقَالُ لَهُ: زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَرُبَّمَا فَقْدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّاعَةَ فَيَقُولُ: «أَيْنَ زَيْدٌ؟» فَجَاءَ مَنْزِلَهُ يَطْلُبُهُ فَلَمْ يَجِدْهُ فَتَقُومُ إِلَيْهِ زَيْنَبُ فَتَقُولُ لَهُ: هُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَوَلَّى فَيُولِّي يُهَمْهِمُ بِشَيْءٍ لَا يَكَادُ يُفْهَمُ عَنْهُ إِلَّا سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ اللَّهِ مُصَرِّفِ الْقُلُوبِ، فَجَاءَ زَيْدٌ إِلَى مَنْزِلِهِ فَأَخْبَرَتْهُ امْرَأَتُهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى مَنْزِلَهُ، فَقَالَ زَيْدٌ: أَلَا قُلْتِ لَهُ: يَدْخُلُ، قَالَتْ: قَدْ عَرَضْتُ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَأَبَى قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: شَيْئًا قَالَتْ: سَمِعْتُهُ حِينَ وَلَّى تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ لَا أَفْهَمُهُ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ اللَّهِ مُصَرِّفِ الْقُلُوبِ» قَالَ: فَخَرَجَ زَيْدٌ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَلَغَنِي أَنَّكَ جِئْتَ مَنْزِلِي فَهَلَّا دَخَلْتَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ لَعَلَّ زَيْنَبَ أَعْجَبَتْكَ فَأُفَارِقُهَا، فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ» فَمَـا اسْتَطَاعَ زَيْدٌ إِلَيْهَا سَبِيلًا بَعْدَ ذَلِكَ، وَيَأْتِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُخْبِرُهُ فَيَقُولُ: «أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجُكَ» فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذًا أُفَارِقُهَا، فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احْبِسْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ» فَفَارَقَهَا زَيْدٌ وَاعْتَزَلَهَا وَحَلَّتْ قَالَ: فَبَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ يَتَحَدَّثُ مَعَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِذْ أَخَذَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْمَةٌ، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ وَهُوَ يَتَبَسَّمُ وَهُوَ يَقُولُ: «مَنْ يَذْهَبُ إِلَى زَيْنَبَ يُبَشِّرُهَا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ زَوَّجَنِيهَا مِنَ السَّمَاءِ» وَتَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ}
الجرح : 
الرواية فيها ثلاث علل عبد الله ابن عامر الأسلمي وهو ضعيف ،  وابن عمر الواقدي متروك بإجماع ومتهم بالكذب ومطعون فيه والعلة الثالثة أنها مرسلة والواقدي وحده في الرواية كافية لرميها دون التكلم فيها حتى
ترجمة الواقدي

الرواية الرابعة الطبراني : 

الرواية مع الجرح بالهامش ، وفيها أبا بكر بن سليمان وهي مرسلة وضعفها الهيثمي وقال ضعيف غاية الضعف وباطل
وفيها أبا بكر بن سليمان وهي مرسلة وضعفها الهيثمي وقال ضعيف غاية الضعف وباطل
الرواية الخامسة للإمام القرطبي
الرواية مع الجرح وفيها مقاتل بن سليمان كذاب ومتهم بالوضع ومتروك 
قال مقاتل: { زَوَّجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش من زيد فمكثت عنده حينا، ثم إنه عليه السلام أتى زيدا يوما يطلبه، فأبصر زينب قائمة، كانت بيضاء جميلة جسيمة من أتمِّ نساء قريش، فهويها وقال: (سبحان الله مقلب القلوب) ! فسمعت زينب بالتسبيحة فذكرتها لزيد، ففطن زيد فقال: يا رسول الله، ائذن لي في طلاقها، فإنَّ فيها كِبْراً، تَعْظُمُ عليَّ وتؤذيني بلسانها، فقال عليه السلام: (أمسك عليك زوجك واتق الله) قال الإمامُ الدارقطني:  { مُقَاتِل ابْنُ سيلمان خُرَاسَانِيٌّ يكذب

الرواية السادسة للإمام القرطبي 

عن أبي عصمة نوح بن أبي مريم نقل القرطبي روايته هذه بالأصل من كتاب "نوادر الأصول للحكيم الترمذي" وهذه الرواية أمامكم في نوادر الأصول دون أي إسناد، والذي يرى الهامش يكفيه الرد
وَرُوِيَ في الخبر أنه: أَمْسَى زَيدٌ فَأَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، قَالَتْ زَيْنَبُ: ولم يستطعني زيد، وما أمتنع منه غير ما منعه الله مني، فلا يقدر على. هذه رواية أبي عصمة نوح بن أبي مريم، رفع الحديث إلى زينب أنها قالت ذلك. وَفِي بَعْضِ الرُّوَايَاتِ: أنَّ زَيْداً تَوَرَّمَ ذَلِكَ مِنْهُ حِينَ أَرَادَ أَنْ يَقْرَبَهَا
والرواية تقول بالمعنى {{ أن زينب أخبرت زيد أن النبي حين رآها قال يا مقلب القلوب فلم يستطع زيد بعدها المكوث معها وطلقها لأجل النبي }} وحين ساق القرطبي الرواية السابقة ساقها بإسناد نوح بن أبي مريم : 
وَرُوِيَ في الخبر أنه: أَمْسَى زَيدٌ فَأَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، قَالَتْ زَيْنَبُ: ولم يستطعني زيد، وما أمتنع منه غير ما منعه الله مني، فلا يقدر على. هذه رواية أبي عصمة نوح بن أبي مريم، رفع الحديث إلى زينب أنها قالت ذلك. وَفِي بَعْضِ الرُّوَايَاتِ: أنَّ زَيْداً تَوَرَّمَ ذَلِكَ مِنْهُ حِينَ أَرَادَ أَنْ يَقْرَبَهَا

الجرح :   
وعلى فرض أن هذه الرواية التي دون سند بالأصل كانت بسند نوح بن أبي مريم كما أشار القرطبي، فنوح كذاب ومتهم بوضع الحديث { قال بن المبارك: لوكيع حدثنا شيخ يقال له أبو عصمة كان يضع كما يضع المعلى بن هلال.} {وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث}
ترجمة نوح


الرواية الرواية السابعة للإمام القرطبي : 

ساقها القرطبي وفيها { وقيل: إنَّ الله بعث ريحاً فرفعت الستر وزينب متفضلة في منزلها، فرأى زينب فوقعت في نفسه.... الخ} هذه الرواية دون أي سند وهي نقلًا عن شرح رواية عبدالرحمن بن زيد بشأن الريح التي كشفت الستر عن زينب فرآها النبيﷺ وقد بينا حال الرواية. 

وملاحظة : تبرأة للإمام القرطبي هو لم يورد الروايات هذه إلا ليقارنها وقد قام بنقل كل الروايات عن تفسير الآية 37 من سورة الأحزاب ثم رجح الرواية الصحيحة وقال" أنَّ النبي ﷺ كان قد أوحى الله تعالى إليه أن زيداً سيُطَلِّقُ زينب، وأنه سيتزوجها بتزويج الله إياها، فلما تَشَكَّى زيدٌ للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلق زينب، وأنها لا تطيعه، وأعلمه أنه يريد طلاقها، فقال له النبيﷺ : "اتق الله في قولك وأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ" وقد أعلمه الله أنه سيفارقها ويتزوجها، وهذا هو الذي أخفاه في نفسه، ولم يرد أن يأمره بالطلاق لما علم أنه سيتزوجها، وخشي رسول الله ﷺ أن يلحقه قول من الناس في أن يتزوج زينب بعد زيد، وهو مولاه، وقد أمره بطلاقها، فعاتبه الله تعالى على هذا القدر من أن خشي الناس في شي قد أباحه الله له، بأن قال:” أَمْسِكْ عليك زوجك” مع علمه بأنه سيطلق. وأعلمه أن الله أحق بالخشية".
{رُوِيَ عن علِّي بنِ الحسين: أنَّ النبي ﷺ كان قد أوحى الله تعالى إليه أن زيداً سيُطَلِّقُ زينب، وأنه سيتزوجها بتزويج الله إياها، فلما تَشَكَّى زيدٌ للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلق زينب، وأنها لا تطيعه، وأعلمه أنه يريد طلاقها، فقال له النبيﷺ : "اتق الله في قولك وأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ" وقد أعلمه الله أنه سيفارقها ويتزوجها، وهذا هو الذي أخفاه في نفسه، ولم يرد أن يأمره بالطلاق لما علم أنه سيتزوجها، وخشي رسول الله ﷺ أن يلحقه قول من الناس في أن يتزوج زينب بعد زيد، وهو مولاه، وقد أمره بطلاقها، فعاتبه الله تعالى على هذا القدر من أن خشي الناس في شي قد أباحه الله له، بأن قال:” أَمْسِكْ عليك زوجك” مع علمه بأنه سيطلق. وأعلمه أن الله أحق بالخشية}
ثم قال الإمام القرطبي : { وهذا التفسير هو الذي عليه أهل التحقيق من المفسرين والعلماء الراسخين ... فأما ما رُوِيَ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هوي زينب امرأة زيد وربما أطلق بعض المجان لفظ عشق فهذا إنما يصدر عن جاهل بعصمة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن مثل هذا، أو مستخف بحرمته} 
وهذا التفسير هو الذي عليه أهل التحقيق من المفسرين والعلماء الراسخين ... فأما ما رُوِيَ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هوي زينب امرأة زيد وربما أطلق بعض المجان لفظ عشق فهذا إنما يصدر عن جاهل بعصمة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن مثل هذا، أو مستخف بحرمته}

الرواية الثامنة مسند أحمد : 

الرواية عن مؤمل بن إسماعيل وهي مخالفة لبقية الروايات وقال عنه البخاري : {منكر الحديث} وقد ضعفها محقق المسند
في متنه غرابة ومؤمل بن اسماعيل سيئ الحفظ وقال عنه البخاري : {منكر الحديث}
ولعلنا نختم المقال بسؤال الإمام القشيري وهو يقول{ وكيف يقال: رآها وأعجبته؟ وهي بنت عمته ولم يزل يراها منذ ولدت ولا كان النساء يحتجبن منه صلى الله عليه وسلم وهو زوَّجها لزيد فلو أرادها صلى الله عليه وسلم لاصطفاها لنفسه قبل زيد ولفرحتْ بذلك بما لا مزيد عليه خصوصاً وأنَّها ما تزوَّجتْ بزيدٍ إلاَّ طاعةً لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم والحقُّ الذي نَدِينُ الله عليه هو أن الله كان قد أعلم نبيَّه صلى الله عليه وسلم أن زينب ستكون من أزواجه بعد زيد لحكمة تشريعية أشارت إليها الآية في آخرها}
قال القشيري: وهذا إقدام عظيم من قائله وقلة معرفة بحقِّ النبي صلى الله عليه وسلم وبفضله وكيف يقال: رآها وأعجبته؟ وهي بنت عمته ولم يزل يراها منذ ولدت ولا كان النساء يحتجبن منه صلى الله عليه وسلم وهو زوَّجها لزيد فلو أرادها صلى الله عليه وسلم لاصطفاها لنفسه قبل زيد ولفرحتْ بذلك بما لا مزيد عليه خصوصاً وأنَّها ما تزوَّجتْ بزيدٍ إلاَّ طاعةً لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم والحقُّ الذي نَدِينُ الله عليه هو أن الله كان قد أعلم نبيَّه صلى الله عليه وسلم أن زينب ستكون من أزواجه بعد زيد لحكمة تشريعية أشارت إليها الآية في آخرها
 


author-img

إبراهيم عبدالله الزيادي

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة