قد يبدوا الإلحاد كظاهرة طبيعية تنامت نتيجة لإنتشار العلم والوعي الزائد الذان أدا بدورهما لتزاحم كبير في الساحة مع الدين مما دعى لإزالة أحدهما، لكن هذا ما يراد أن يراه الجميع فقط وليس الحقيقة الكاملة التي تؤكد الدور العظيم للصهيونية في نشر أيدلوجية الإلحاد..
جاء في بروتوكولات حكماء صهيون:-
«متى ما ولجنا أبواب مملكتنا، لا يليق بنا أن يكون فيها دين آخر غير ديننا، وهو دين الله الواحد المرتبط به مصيرنا من حيث كوننا الشعب المختار، وبواسطته ارتبط مصير العالم بمصيرنا، فيجب علينا أن نكتس جميع الأديان الأخرى على اختلاف صورها ، فإذا أدى هذا إلى ظهور #الملحدين، والاتحاد على ما نرى اليوم، فذلك لن ينال من أراثنا شيئاً، والدور دور انتقال، بل يكون الإلحاد بمثابة إنذار للأقوام التي تقبل على استماع تبشيرنا بدور موسى، وهو الدين الذي بوضعه الوطيد وكمال نظامه، وقد استمال جميع أمم العالم تخضع لنا وحينئذ تعلن أن ديننا هو الدين الذي يتوجه به الإنسان إلى الملأ الأعلى بلا واسطة»
«مشيئة الله على الأرض، وهذا هو السبب في أنه من المحتم علينا أن ننسف الدين كله»
ولا يمكن إنكار ما ورد في هذه البروتوكولات وهي عبارة عن مجموعة وثائق كتبها صهاينة كمخططات وأجندة قيد التنفيذ حيث يعترف الكاتب النمساوي أرثر تريتش من أصل يهودي «لا يمكن أن يراود المرء أدنى شك في صحة كتاب بروتوكولات حكماء صهيون. ومن عرف مثلى، أن يستشعر الأفكار المطروحة في هذه الوثائق السرية المتعلقة بما في حياتنا كلها الاقتصادية والسياسية والروحية من غايات ونيات يمكنه أن يؤكد بثقة أنها تعنى جيدا تصريحات حقيقية تحمل أثر الروح المطاطة لدى اليهود الذين يتطلعون إلى فرض هيمنتهم على العالم. إنها صحيحة وحقيقية لدرجة أنه قد لا يمكن أبدا لأى عقل أرى أن يدرك بحال من الأحوال، أساليب الصراع هذه، وهذه المخططات، وهذه المكائد، وهذا التضليل»
الملحد المتعصب والمعروف بموقفه الكاره للأديان سيجموند فرويد يهودي الأصل، فالغريب ليس في نشأته اليهودية في نفس الشارع الذي عاش فيه ثيودر هرتزل الأب الروحي والمؤسس للصهيونية الحديثة وإلمام فرويد وإعجابه البالغ بـ ثيودر هرتزل حتى أنه أرسل له رساله يدعوا فيها هؤتزل لقراءة كتابه قراءة الأحلام وتعبير فرويد بمشاعر الإعجاب والتقدير لهرتزل
لكن الموقف الإيجابي والداعم لبناء إسرائيل ووطن لليهود في فلسطين وعدم الخوض في تفاصيل اليهودية كما كان يفعل مع الأديان الأخرى فموقفه منذ البداية كان داعم ودفاعي عن الصهيونية ونبوءات العهد القديم
لكن ليس هذا ما يثير الدهشة في موقف فرويد، لعلها القومية والإنتماء، بل في أقوال فرويد عن كونه يهوديا مدى حياته! يقول فرويد في كتابه حياتي والتحليل النفسي " ولدت لأبوين يهودين وبقيت أنا كذلك" كما تشير محررة الكتاب الكاتبة الفرنسية مارثا روبرت عن حقيقة إنتماء فرويد لليهودية رغم كفره وإلحاده المتطرف حيث أشارت إلى أنه محتفظ بعقيدته وهي اليهودية العميقة
وهذا بالطبع مذهب أغلب الصهاينة وهو الإلحاد في وجود الله لكن الإيمان بأنه وعدهم بأرض فلسطين
ولأحطم جميع الشكوك عن حقيقته الصهيونية أحب أن أشير إلى نقطة مهمة وهي إنضمام فرويد لجمعية بناي بريث الصهيونية التي لا تسمح لأحد بالإنضمام لها إلا إن كان يهودياً وقد تم إنشاءها لغرض ديني بحت وهو قيام إسرائيل الكبرى حيث ورد في مقال بواسطة الصهيوني شيوما ببوف نشر فيها ما يلي:«
أقنعتنى سنوات من دراسة الكتابات الصوفية الباطنية للقبلانية والتلمود والمدراش بأن خلاص البشر المنتظر منذ وقت طويل من قبل إسرائيل سيبدأ في العام ١٩٦٨، وبعد عشر سنوات من الصراع، والحروب التي لم ير العالم بعد مثلها أبدا، إن هذه المرحلة من العصر المسيحى معروفة من قبل من يعرفون باطن التوراة بزمن درب المسيح أو آلام المسيح المنذرة.
لكن فرويد سُمح له بالتصريح عن إلحاده ومعاداته للأديان داخل الجمعية! فأي أديان يقصد؟ يشير الموقع الرسمي للمنظمة (INTERNATIONAL BRITH BNAI) أنها "تشجع الحكومات الأخرى "تركز على إسرائيل ومكانتها في على بناء علاقات ثنائية وإقليمية أقوى مع إسرائيل" و العالم" وأن قياداتها "تلتقى بالمسؤولين في الأمم المتحدة والسفراء لمناقشة قضايا يهودية أساسية، مثل منع وإنهاء المعاداة للسامية والمعاداة للصهيونية، ووضع إسرائيل في الأمم المتحدة، والإجراءات المعادية لإسرائيل في لجنة حقوق الإنسان". كما يشير موقع (بناي بريث) إلى أنها تعمل من أجل "المحافظة على وحدة القدس"، وأنها أنشأت (المركز الدولي في القدس) كرد منها على قرار مجلس الأمن رقم 478 لعام 1980 الذي دعا الدول الأعضاء إلى سحب بعثاتها الدبلوماسية من القدس، باعتبار هذا المركز "تعبير مستمر للالتزام الفاعل لـ (بناي بريث) تجاه دولة إسرائيل"، حيث تقع ضمن مهامه "تنفيذ برامج هدفها تقوية (تحصين) سيادة إسرائيل على القدس" وقد ألقى فيها محاضرته الأولى عن تفسير الأحلام، وفي عام (1926م) أقامت الجمعيَّة حفلاً خاصًّا بمناسبة بلوغه السبعين من عمره، فلم يحضر الحفل ولكنَّه وكَّل طبيبه الخاص؛ لكي يقرأ رسالته على الحضور، ورد فيها: "... إنَّ كونكم يهودًا لأمر يوافقني كل الموافقة؛ لأنَّني أنا نفسي يهودي؛ فقد بدا لي دائمًا إنكار هذه الحقيقة ليس فقط أمرًا غير خليق بصاحبه، بل هو عمل فيه حماقة أكيدة، إنَّني لتربطُني باليهودية أمورٌ كثيرةٌ تجعلُ إغراء اليهودية واليهود أمرًا لا سبيل إلى مقاومته قوى انفعالية غامضة كثيرة، كُلَّما زادت قوتُها تَعذَّر التعبيرُ عنها في كلمات، بالإضافة إلى شعور واضح بالذاتية الداخلية، الخلوة الآمنة لتركيب عقلي مشترك، ثم بعد هذا كله كان إدراكي أنني مدين بالفضل لطبيعتي اليهودية فيما أملك من صفتين مميزتين لم يكن في وسعي الغناء عنهما خلال حياتي الشاقة: فلأني يهودي وجدتُ نفسي خلوًا من التحيُّزات التي أضلَّت غيري دون استخدام ملكاتهم الذهنية، وكيهودي كنتُ مستعدًّا للانضمام إلى المعارضة، وللتصرُّف دون موافقة الأغلبية السَّاحقة، وهكذا وجدتُ نفسي واحدًا منكم أقوم بدوري في اهتماماتكم الإنسانية والقومية، واكتسبتُ أصدقاء من بينكم، وحثثتُ الأصدقاء القليلين الذين تبقَّوْا على الانضمام إليكم"حتى أن مساهمته في علم النفس ما هي إلا محاولات لدمج التوراة بالعلم وهذا ما توصل إليه البروفيسور اليهودي باروخ وكتاباته العلمانية التنويرية لم تظهر للعلن حتى إنضم لجمعية بناي بريث كما أوضح ذلك الصحفي إيمانويل راتييه في كتابه خفايا وأسرار منظمة بناي بريث
ليس فرويد الذي فقط من ظهرت منه ميول شديد نحو الصهيونية رغم إلحاده وكرهه لكل ما يرتبط بالأديان؛ بل أيضاً تنويري العصر سام هاريس الإرهابي المعروف بعداءه الغير مبرر تجاه الإسلام خصيصاً! فنجده مثلاً يبرر قصف إسرائيل للمدنيين في غزة بأنها حرب بين الحضارة والهجية ( الهمجية التي يقصدها هي حماس وأهل غزة طبعا :), وحتى أنه يصف النصوص التوراتية بأنها أكثر نصوص أخلاقية

وفي الواقع أنت لا تحتاج أن تكون مؤمنا بالله لكي تكون يهوديا مخلصاً
يقول الحاخام الدكتور جوناثان رومان " نحن بحاجة للتوقف عن النظر لليهود الملحدين كيهود سيئين!
حتى أن إسرائيل نفسها ثلاثة أرباع شعبها لا يؤمنون بالله مع ذلك هم مصنفين كيهود
يواجه العالم في الغرب بلاد الحريات ندرة ضخمة في الحرية عن إنتقاد اليهودية كما ينتقدون الإسلام وهذا ما يؤكد كلام الصحفي الملحد سي جي ويرلمان عن إنعدام الحرية في إنتقاد التوراة هذا لأنك قد تفقد وظيفتك وتتعرض لعقوبات فقط لأنك أسأت أو عاديت السامية رغم أنه من المفترض حرية رأي تعبير! وقد أوردنا في البروتوكولات في الأعلي أنهم سيمعنون أي محاولة لمهاجمة دينهم
كل ذلك يتشابه بشدة مع المشروع الأمريكي لتمويل الإلحاد في الشرق الأوسط وهو مشروع يقدم حوافز ومنع مالية يصل قدرها إلى 500000 ألف دولار فقط لنشر الإلحاد في الشرق الأوسط والخارج وقد كتب عضو الكونجرس الأمريكي دانييل ويبستر بياناً يحث فيه الخارجية الأمريكية والرئيس بايدن على إيقاف تمويل نشر الإلحاد في الخارج