JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

الصفحة الرئيسية

الرد الشافي لشبهة عين حمئة وسجود الشمس تحت العرش - وهم العلمانية

شبهة وجدها تغرب في عين حمئة 

أولاً : من أين جاء هذا التفسير؟ 

التفسير الذي يقول أن الشمس تغرب في عين حمئة هي من الإسرائيليات التي دخلت في كتب المسلمين، ففي كتاب تفسير القرآن العظيم مع أحكام الألباني ج3 لابن كثير الدمشقي يذكر فيه ابن كثير أن أول من قال أن الشمس تغرب في عين حمئة هو كعب الأحبار وهي من الإسرائيليات التي دخلت ، وأول من قال هذا التفسير في التاريخ الإسلامي هو كعب الأحبار وهو من أحبار اليهود الذين أسلموا وكان ممن يفسرون بعض آيات القرآن بما بما ذُكر من كتب اليهود والنصارى ، فحين سأله بعض المسلمين عن تفسير آية {وَجَدَهَا تَغۡرُبُ فِی عَیۡنٍ حَمِئَةࣲ} قال لهم كعب الأحبار : أنتم اعلم بالقرآن مني أما أنا فإني أجدها في التوراة تغرب في عين طينية فتلقفها بعض المفسرين وادخلوا هذا التفسير للآية في كتب التفسير ، وقد تنبه لها الحفاظ والمحدثون في زمنهم وصنفوها ضمن الإسرائيليات
فتجد ابن كثير يقول عن هذا التفسير : [ وما يذكره أصحاب القصص والأخبار من أنه سار في الأرض مدة، والشمس تغرب من ورائه، فشيء لا حقيقة له، وأكثر ذلك من خرافات أهل الكتاب، واختلاق زنادقتهم وكذبهم وقوله : ( وجدها تغرب في عين حمئة ) أي : رأى الشمس في منظره تغرب في البحر المحيط ، وهذا شأن كل من انتهى إلى ساحله ، يراها كأنها تغرب فيه ، وهي لا تفارق الفلك الرابع الذي هي مثبتة فيه لا تفارقه]
فالذي يذكره القرآن الكريم هو ما رآه ذو القرنين في مرأى عينيه عند ما بلغ أقصى الغرب فرآها وكأنها تغرب في عين حمئة وكما قال ابن كثير وهذا شأن كل من انتهى إلى ساحله ، يراها كأنها تغرب فيه ، وهي لا تفارق الفلك الرابع الذي هي مثبتة ، وفيه وصف رباني دقيق 

ثانياً : حديث أبي ذر وغروب الشمس في عين حمئة

أما حديث أبي ذر الذي يذكر أن الشمس تغرب في عين حمئة وهو الحديث التالي :
حدثنا يزيد بن هارون عن سفيان بن حسين عن الحكم بن عتيبة عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال :
{كنت رديف رسول الله ﷺ وهو على حمار والشمس عند غروبها فقال هل تدري أين تغرب هذه؟ قلت الله ورسوله أعلم قال "فإنها تغرب في عين حامية...}  

أولاً : هذا الحديث مروي عن الحكم بن عتيبة وهي رواية مخالفة لما رواه الثقات فقوله بالرواية {فإنها تغرب في عين حامية} ليس لها أصل ، ولن تجدها بهذه الزيادة في الرواية الأصلية عن إبراهيم التيمي ولا في رواية الذين سمعوا عن إبراهيم التيمي فهذه زيادة زادها الحكم بن عتيبة عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر وليس لها أصل وهي مخالفة لبقية روايات الثقات الذين نقلوا الحديث عن إبراهيم التيمي. 

وللتبسيط المحدث الأول لهذه الرواية عن أبي ذر هو إبراهيم التيمي عن أبيه نقل عنه هذه الرواية خمسة أشخاص :
1- الأعمش 
2- الحكم بن عتيبة 
3- وهارون بن سعد 
4- وموسى بن المسيب 
5- ويونس بن عبيد
من بين هؤلاء المحدثين الخمسة تجد الحكم بن عتيبة هو الوحيد الذي خالفهم وزاد في روايته جملة {فإنها تغرب في عين حمئة} فهو الوحيد الذي زادها في روايته عن التيمي ، وهو معروف بالتدليس وقد وصفه النسائي بالتدليس
أما بقية الرواة الذين حدثوا عن إبراهيم التيمي لم يذكروا في رواياتهم أن الشمس تغرب في عين حمئة ،  فهي من تدليسات الحكم بن عتيبة وقد تنبه لها الحفاظ وتركها الشيخان بهذا اللفظ

ثانياً : الحكم بن عتيبة ثقة ولكنه متهم بالتدليس وقد عنعن بالرواية عن إبراهيم التيمي ولم يصرح بالسماع منه ، وعنعنة من أتهم بالتدليس في علم الحديث ضعيفة وغير مقبولة ، فكيف إذا علمت أن من أُتهِم بالتدليس هنا حدث برواية شاذة مخالفة لأربعة رواة أوثق منه وسمعوا من نفس الشخص الذي يحدث عنه المدلس؟ لهذا تجد الإمام مسلم والبخاري تركوا هذه الرواية بهذا اللفظ عن الحكم بن عتيبة.

ثالثاً : نقل الرواية عن الحكم بين عتيبة سفيان بن حسين وهنا علة كونه صدوق كثير الخطأ وقيل عنه ضعيف الحديث 
قال يعقوب بن شيبة صدوق ثقة وفي حديثه ضعيف.
وقال عثمان بن أبي شيبة كان ثقة إلا أنه كان مضطربا في الحديث قليلا.
وقال العجلي ثقة وقال بن سعد ثقة يخطىء في حديثه كثيرا.
وقال أبو داود عن بن معين ليس بالحافظ.

وملاحظة مهمة : قولهم بأن إسنادة صحيح لا يعني صحة الحديث فصحة الإسناد لا تستوجب صحة الرواية قال السخاوي في فتح المغيث: قد يصح السند أو يحسن لاستجماع شروطه من الاتصال، والعدالة، والضبط دون المتن لشذوذ أو علة....
وقال ابن القيم كما في الفروسية: وقد عُلِم أن صحة الإسناد شرط من شروط صحة الحديث وليست موجبة لصحة الحديث، فإن الحديث الصحيح إنما يصح بمجموع أمور منها: صحة سنده، وانتفاء علته، وعدم شذوذه ونكارته، وألاَّ يكون راويه قد خالف الثقات أو شذ عنهم. وفي الحكم بن عتيبة معلوم مخالفته لرواية الثقات. 
أما الحديث الصحيح دون الزيادة يقول حدثنا أبو نعيم: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس، فقال: (يا أبا ذر، أتدري أين تغرب الشمس). قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فذلك قوله تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم} 

الإعتراض عن سجود الشمس تحت العرش

يزعم الملاحدة والمنصرون أن الحديث السابق مخالف للعلم لأنه يزعم أن الشمس تغرب تحت العرش؟ وهذا عجيب!! 
اولاً : ليس في الحديث السابق أن الشمس تخرج عن فلكها حتى تسجد تحت عرش الرحمن بل كل أجرام السماء وأفلاكها والكواكب تحت عرش ربنا سبحانه وتعالى واعتلاء الله على خلقه معروف وموصوف بالقرآن
ثانياً : تجد من يردد هذه الشبهة يظن أن سجود الشمس تحت العرش يكون بخروجها عن فلكها لتذهب في مسيرة طويلة لتسجد تحت العرش ثم تعود فيكون تعاقب الليل والنهار!!
بينما يخبر القرآن بشكلًا صريح أن الشمس والقمر يجريان في فلكهما دون إنقطاع ، وأن القمر والنجوم أيضاً تسجد لله كما أخبر القرآن عنها بقوله {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ} [الحج: 18] والسجود يكون سجود صفة لا يعلم كيفيته إلا الله ودون مغادرة أفلاكها التي تسبح فيها وأما مستقر الشمس فهو تحت عرش ربها وكل الأفلاك والأجرام في السماء تحت عرشه الرحمن ، وقد بيّن الخطابي هذا بقوله: وفي هذا إخبار عن سجود الشمس تحت العرش، فلا ينكر أن يكون ذلك عند محاذاتها العرش في مسيرها ، وكل العالم تحت عرش الرحمن وهو معتلي في السماء على خلقه إنتهى ، وليس سجود الشمس والقمر والشجر كسجود البشر بالهيئة وليس تسبيحها كتسبيح الإنسان فقياس العقل هنا خاطئ كون المعنى معلوم والكيف مجهول ، ثم إن ظن الملاحدة بأن الشمس تغادر فلكها لتذهب للسجود تحت عرش الرحمن هو أكثر ما يجعلنا نعلم الإشكالية التي يعانون منها وسوء الفهم. 
وتجدون كل الرد في هذا المقال بالصفحة التالية من كتاب الدكتور سامي عامري وبشكل مختصر
ونقطة أخيرة بشأن حديث عين حمئة نحن نعلم الآن أن النبي ﷺ لم يذكر أن الشمس تغرب في عين حمئة ولم يقل هذا بل تلك زيادة زادها الحكم بن عتيبة في روايته عن إبراهيم التيمي كما أسلفنا ، وهناك نقطة يمكننا الإعتراض بها على من يسمون أنفسهم عقلانيون وهي الآثار التي تذكر أن كعب الأحبار هو أول من فسرها بأن الشمس تغرب في عين حمئة وذكر هذا التفسير ، فيكون سؤالنا للمشككين إذا كان النبي ﷺ قال فعلاً أن الشمس تغرب في عين حمئة وسمعه الصحابة وفهموا هذا منه وعلموا هذا التفسير عنه فلما احتاروا في تفسير معناها وذهبوا يسألون كعب الأحبار عنها؟ وكأنهم لم يسمعوا حديث النبي ﷺ في شأن غروبها في عين حمئة؟ ولما كعب الأحبار رد عليهم قائلاً أنتم أعلم بالقرآن مني فأنا أجدها في التوراة تغرب في عين طينية؟ لما ذكر كعب الأحبار كتب أهل الكتاب عند ذكره لهذا التفسير ولم يقل حينها أن تفسيرها كما أخبر النبي ﷺ بأنها تغرب في عين ماء؟ إذا كان النبيﷺ أخبر عنها أصلاً ! هذا يجعلكم تتأكدون من أن الملاحدة والعقلانيون مخلوقات تنهق ولزجة فكريًا تحتاج للسياط في كل مرة تناقشوهم فيها. 









الاسمبريد إلكترونيرسالة