• والرد هو كالتالي ...
أولا فصاحب الشبهة يظن أن الدرهم هي العملة الفضية – ثم الدينار هو العملة الذهبية – ثم القنطار وهو الكمية الكبيرة من المال
في حين الصواب أن الثلاثة – وغيرهم – كانوا أوزانا قبل أن يتم استخدامهم نقودا !! ففي الأمثلة العربية يقولون :
” درهم وقاية خير من قنطار علاج ”
وفي القرآن يقول عز وجل :
” ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ” آل عمران 75
يعني كانت تُستخدم مثل هذه الأوصاف أوزانا ونقودا ومجاز للثقل – ويؤكد ذلك الاستخدام للدرهم كوحدة وزن عالم التاريخ والاجتماع ابن خلدون رحمه الله
وكذلك يقول ماكس مولر عالم الفيلولوجيا ( وهو علم دراسة اللغة من المصادر التاريخية الشفوية والمكتوبة.)
ويشهد لذلك الحديث الذي جاء في صحيح الترمذي والذي جاء فيه " فكان وزنه درهما أو بعض درهم "
فقبل انتشار العملات المعدنية حوالي 500 ق . م استخدم المصريون القدماء في البيع والشراء داخل أسواقهم نظام المقايضة أي تبادل البضائع وكانوا يثمنون قيمة تلك البضائع التي سوف يتم تبادلها عن طريق أوزان المعادن وخاصة الفضة والنحاس. تظهر سجلات المتحف البريطاني والتي تعود الى الأسرة الثامنة عشر ( 1550-1295) ق.م، أن المعادن لم تكن متبادَلة في العمليات التجارية ، على الرغم من أنها
كانت تُستعمل لتحديد قيمة الأغراض.
المصدر هنا
ويمكن إسقاط الشبهة بكل سهولة !! حيث ثبت لنا أن التعامل بنقود الفضة كان موجودا منذ قرابة 2500 سنة قبل الميلاد وانتقل من العراق إلى فلسطين باسم (الشيكل) أو (الشاقل)
ففي وقت ما قبل 2500 قبل الميلاد شاقل الفضة أصبح العملة الموحدة. أقراص مدرجة في سعر الأخشاب والحبوب في شاقل الفضة.
ولم تمر فترة طويلة من ظهور الشيكل وسيلة للتبادل، بدأت الملوك فرض غرامات بالشيكل باعتبارها نوعا من العقاب فحوالي 2000 قبل الميلاد في مدينة اشنونة، تم تغريم رجل عض أنف رجل آخر 60 شيكل
والرجل الذي يصفع رجل آخر على وجهه عليه غرامة تصل إلى 20 شيكل
المصادر هنا
ففي زمن يوسف عليه السلام كان الناس يتخذون الفضة مادة تقاول البضاعه التي يشترونها فكانوا يقدمونها خاصة على شكل شبه دائري ويتعاملون بها في المعاملات التجارية
فكانوا يقدمون الفضة وزنا ويقدمونها عملة وبالتالي لا يوجد اشكال تاريخي في الآية الكريمة
المصدر هنا